كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
179 - حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ، أَحْسِبُهُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةٌ: وَاللَّهِ مَا أَشْرَكْتُ بِاللَّهِ قَطُّ, وَلاَ زَنَيْتُ قَطُّ, وَلاَ قَتَلْتُ وَلَدِي قَطُّ, وَلاَ أَتَيْتُ بِبُهْتَانٍ افْتَرَيْتُهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَلاَ مِنْ خَلْفِي, وَاللَّهِ لاَ يُعَذِّبُنِي اللَّهُ أَبَدًا, قَالَ: ... فَأَتَاهَا آتٍ فِي مَنَامِهَا فَرَكَزَهَا رَكْزَةً كَادَ أَنْ يَحْتَرِقَ ... ثُمَّ قَالَ: قُومِي إِلَى بَيْتِكِ مِنَ النَّارِ قَالَتْ لِمَ، فَوَاللَّهِ مَا أَشْرَكْتُ بِاللَّهِ قَطُّ، وَلاَ سَرَقْتُ قَطُّ، وَلاَ زَنَيْتُ قَطُّ، وَلاَ قَتَلْتُ وَلَدِي قَطُّ، وَلاَ أَتَيْتُ بِبُهْتَانٍ افْتَرَيْتُهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَلاَ مِنْ خَلْفِي؟ فَرَكَزَهَا رَكْزَةً مِثْلَهَا أَوْ أَعْظَمَ ثُمَّ قَالَ لَهَا: أَيَا مُكْثِرَةَ الْقَلِيلِ وَمُؤْذِيَةَ الْجَارِ الْقَرِيبِ آكِلَةَ لُحُومِ النَّاسِ بِالْغَيْبِ, قَوْمِي إِلَى بَيْتِكِ مِنَ النَّارِ, فَقُلْتُ: بَلْ أَتُوبُ بَلْ أَتُوبُ, قَالَ: فَتُوبِي, قَالَ: فَاسْتَيْقَظَ بِهَا أَهْلُهَا وَهِيَ تَقُولُ: بَلْ أَتُوبُ, بَلْ أَتُوبُ.
180 - حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ, حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ وَرْدَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَامِرَ بْنَ أَبِي حَفْصٍ أَبَا سَعِيدِ بْنَ عَامِرٍ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: خَيْرًا, قُلْتُ: أَيَّ الْعَمَلِ وَجَدْتَ أَفْضَلَ؟ قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ أُرِيدَ بِهِ وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
181 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: رَأَيْتُ خَالِدًا بَعْدَ مَوْتِهِ فَقُلْتُ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَيْرًا, قُلْتُ: تَرْجُو لِلْخَاطِئِ شَيْئًا؟ قَالَ: تُلْتَمَسُ عِلْمَ تَسْبِيحَاتِ الْمُعْتَمِرِ, نِعْمَ الشَّيْءُ.
182 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي الْفُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الْخَطَّابُ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: كَانَ أَبِي، يُحَدِّثُ خَمْسَةَ أَحَادِيثَ ثُمَّ يَقُولُ: أَمْهِلُوا سُبْحَانَ اللهِ, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ, وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ, وَاللَّهُ أَكْبَرُ, وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ, عَدَدَ مَا خَلَقَ, وَعَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ, وَزِنَةَ مَا خَلَقَ, وَزِنَةَ مَا هُوَ خَالِقٌ, وَكُلَّ مَا خَلَقَ, وَكُلَّ مَا هُوَ خَالِقٌ, وَمِلْءَ سَمَوَاتِهِ, وَمِلْءَ أَرْضِهِ, وَمَثَلَ ذَلِكَ وَأَضْعَافَ ذَلِكَ, وَعَدَدَ خَلْقِهِ, وَزِنَةَ عَرْشِهِ, وَمْنُتَهَى رَحْمَتِهِ, وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ, وَمَطْمَعَ عِبَادِهِ, وَحَتَّى يَرْضَى وَإِذَا رَضِيَ, وَعَدَدَ مَا ذَكَرَهُ بِهِ خَلْقُهُ فِي جَمِيعِ مَا مَضَى, وَعَدَدَ مَا يُتِمَّ ذِكْرُهُ فِيمَا بَقِيَ, فِي كُلِّ سَنَةٍ وَشَهْرٍ, وَجَمْعَةٍ وَيَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَسَاعَةٍ مِنَ السَّاعَاتِ, وَنَسَمٍ وَنَفَسٍ أَبَدًا إِلَى الأَبَدِ, أَبَدَ الدُّنْيَا الآخِرَةِ, أَبَدًا من ذَلِكَ لاَ يَنْقَطِعُ أُولاَهُ وَلاَ يَنْفَدُ أُخْرَاهُ.
الصفحة 261