كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

195 - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيُّ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَسَارٍ، قَالَ: أَصْبَحَ أَبُو أَسِيدٍ، وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ فَقِيلَ مَالَكَ قَالَ: نِمْتُ عَنْ وِرْدِي اللَّيْلَةَ فَرَأَيْتُ كَأَنَّ بَقَرَةً تَنْطَحُنِي.
196 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ, حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ إِذْ قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنٌ لَهُ مِنْ غَزَاةٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو بَكْرٍ، فَتَأَمَّلَهُ فَقَالَ لَهُ: أَلاَ أُخْبِرُكَ عَنْ فُلاَنٍ، بَيْنَمَا نَحْنُ قَافِلُونَ مِنْ غَزَاتِنَا إِذْ نَارٌ وَهُوَ يَقُولُ: وَاأَهْلاَهُ وَاأَهْلاَهُ إِنَّ عَارِضًا عَرَضَ لَهُ فَقُلْنَا: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُ نَفْسِي أَنْ لاَ أَبْرَحَ حَتَّى يُزَوِّجَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَوْرَاءَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ, فَلَمَّا طَالَتْ عَلَيَّ الشَّهَادَةُ حَدَّثْتُ نَفْسِي في سري إِنْ أَنَا رَجَعْتُ تَزَوَّجْتُ فَأَتَانِي آتٍ فَقِيلَ لِي فِي الْمَنَامِ: أَنْتَ الْقَائِلُ إِنْ رَجَعْتُ تَزَوَّجْتُ؟ فَقَدْ زَوَّجَكَ اللَّهُ الْعَيْنَاءَ فَانْطَلِقْ إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ مُعْشِبَةٍ فِيهَا عَشْرُ جَوَارِيٍّ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ صَنْعَةٌ تَصْنَعُهَا لَمْ أَرَ مِثْلَهُنَّ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ فَقُلْتُ: فِيكُنَّ الْعَيْنَاءُ؟ فَقُلْنَ نَحْنُ مِنْ خَدَمِهَا وَهِيَ أَمَامَكَ, فَمَضَيْتُ إِلَى رَوْضَةٍ أَعْشَبَ مِنَ الأُولَى وَأَحْسَنَ وَفِيهَا عِشْرُونَ جَارِيَةٍ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ صَنْعَةٌ تَصْنَعُهَا لَيْسَ الْعَشْرُ إِلَيْهِنَّ بِشَيْءٍ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ فَقُلْتُ: هَلِ الْعَيْنَاءُ فِيكُنَّ؟ قُلْنَ: نَحْنُ مِنْ خَدَمِهَا وَهِيَ أَمَامَكَ قَالَ: فَمَشَيْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَوْضَةٍ هِيَ أَعْشَبَ مِنَ الأولَى وَالثَّانِيَةِ وَأَحْسَنَ, وَفِيهَا أَرْبَعُونَ جَارِيَةٍ لَيْسَ الْعَشْرُ وَالْعِشْرُونَ إِلَيْهِنَّ بِشَيْءٍ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ, قُلْتُ: فِيكُنَّ الْعَيْنَاءُ؟ قُلْنَ نَحْنُ مِنْ خَدَمِهَا وَهِيَ أَمَامَكَ, فَإِذَا أَنَا بِيَاقُوتَةٍ مُجَوَّفَةٍ فِيهَا سَرِيرٌ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ قَدْ فُصِلَ جَنْبَاهَا عَنِ السَّرِيرِ قُلْتُ: أَنْتِ الْعَيْنَاءُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ, مَرْحَبًا, قَالَ: فَهَمَمْتُ أَنْ أَضَعَ يَدِي عَلَيْهَا فَقَالَتْ: مَهْ إِنَّ فِيكَ شَيْئًا مِنَ الرُّوحِ بَعْدُ وَلَكِنْ فِطْرُكَ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَمَا فَرَغَ الرَّجُلُ مِنْ حَدِيثِهِ حَتَّى نَادَى الْمُنَادِي يَا خَيْلَ اللهِ ارْكَبِي قَالَ: فَرَكِبْنَا فَصَادَفْنَا الْعَدُوَّ قَالَ: قَالَ: فَإِنِّي لأنْظُرُ إِلَى الرَّجُلِ وَإِلَى الشَّمْسُ ونحن نصافو العدو, وَأَذْكُرُ حَدِيثَهُ فَمَا أَدْرِي أَرَأْسُهُ بَدْرٌ أَمِ الشَّمْسُ سَقَطَتْ أَوَّلُهُ قَالَ: أَنَسٌ رَحِمَهُ اللَّهُ.

الصفحة 264