كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

219 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: تَعَاهَدَ رَجُلاَنِ أَيُّهُمَا مَاتَ قَبْلَ صَاحِبِهِ أَنْ يُخْبِرَ صَاحِبَهُ بِمَا يَلْقَى, فَمَاتَ أَحَدُهُمَا فَرَآهُ صَاحِبُهُ فِي النَّوْمِ فَقَالَ: يَا أَخِي مَا فَعَلَ الْحَسَنُ؟ قَالَ: ذَلِكَ مَلَكٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ يَعْصِي, قَالَ: فَابْنُ سِيرِينَ؟ قَالَ: فِيمَا شَاءَ وَاشْتَهَتْ نَفْسُهُ وَشَتَّانَ مَا بَيْنَهُمَا, قَالَ: يَا أَخِي, فَبِأَيِّ شَيْءٍ أَدْرَكَ ذَلِكَ الْحَسَنُ؟ قَالَ: بِشِدَّةِ الْخَوْفِ.
220 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّمَّانُ، قَالَ: سَمِعْتُ رِضْوَانَ السَّمَّانَ، قَالَ: كَانَ لِي جَارٌ فِي مَنْزِلِي وَسُوقِي يَشْتِمُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: فَكَثُرَ الْكَلاَمُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ, فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ شَتَمَهُمَا وَأَنَا حَاضِرٌ فَوَقَعَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَلاَمٌ حَتَّى تَنَاوَلَنِي وَتَنَاوَلْتُهُ, فَانْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَأَنَا مَغْمُومٌ حَزِينٌ أَلُومُ نَفْسِي, قَالَ: فَنِمْتُ وَتَرَكْتُ الْعِشَاءَ مِنَ الْغَمِّ, فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي مِنْ لَيْلَتِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فُلاَنٌ جَارِي فِي مَنْزِلِي وَسُوقِي وَهُوَ يَسُبُّ أَصْحَابَكَ قَالَ: مَنْ مِنْ أَصْحَابِي؟ قُلْتُ: أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذْ هَذِهِ الْمُدْيَةَ فَاذْبَحْهُ بِهَا, قَالَ: فَأَخَذْتُهُ فَأَضْجَعْتُهُ فَذَبَحْتُهُ فَرَأَيْتُ كَأَنَّ يَدِي قَدْ أَصَابَتْ مِنْ دَمِهِ قَالَ: فَأَلْقَيْتُ الْمُدْيَةَ وَأَهْوَيْتُ بِيَدِي إِلَى الأَرْضِ أَمْسَحُهَا, فَانْتَبَهْتُ وَأَنَا أَسْمَعُ الصُّرَاخَ مِنْ نَحْوِ دَارِهِ, فَقُلْتُ: انْظُرُوا مَا هَذَا الصُّرَاخُ؟ قَالُوا: مَاتَ فُلاَنٌ فُجَاءَةً فَلَمَّا أَصْبَحْتُ نَظَرْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا خَطٌّ مَوْضِعَ الذَّبْحِ.

الصفحة 273