كتاب مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

10 - حدثنا سعيد بن يحيى قال حدثنا عبد الله بن سعيد قال حدثنا زياد بن عبد الله عن عوانة أن قطام قالت لابن ملجم قد فرغت فافرغ فخرج ابن ملجم حتى أتى المسجد وضربت قطام قبتها في المسجد وألبسته السلاح وخرج علي يقول الصلاة الصلاة أيها الناس فضربه ابن ملجم على جبهته بالسيف فأصاب السيف الحائط فثلم فيه ثم ألقى السيف وقال للناس اتقوا السيف فإنه مسموم وزعموا أنه كان سمه شهرا وأخذ ابن ملجم ودخل علي منزله.
11 - حدثني أبي رحمه الله عن هشام بن محمد قال حدثني رجل من النخع عن صالح بن ميثم قال بينا علي بن أبي طالب قبل تلك الليلة بليلة [يوقظ] الناس للفجر إذ أتاه ابن ملجم بصحيفة ملفوفة يدعوه فيها أو ينابذه ففتحها علي فلم [ينظر] فيها فأمسكها حتى صلى ثم فتحها فإذا فيها أدعوك إلى التوبة من الشرك وأنابذك وإن الله لا يهدي كيد الخائنين فقال علي من صاحب هذه الصحيفة فلم يكلمه أحد فبصق [عليها]فمحاها ثم رمى به وقال عليه لعنة الله.
12 - حدثني أبي رحمه الله عن هشام بن محمد أن أبا عبد الله الجعفي حدثهم عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين قال لما أراد الله تبارك وتعالى إكرام علي بهلاك ابن ملجم ظل ابن ملجم في مسجد لبني أسد حتى إذا جنه الليل صار إلى دار من دور كندة وقبل ذلك بجمعة ما قام علي على المنبر فقال إنه قضي فيما قضي على لسان النبي عليه السلام الأمي لا يبغضك مؤمن ولا يحبك كافر وقد خاب من حمل إثما وافترى أما إني رأيت في ليلتي هذه في منامي أن شيطانا ضريني ضربة فخضب لحيتي من رأسي بدم عبيط فما ساءني ذلك واعلم يا علي أنك مقتول إن شاء الله فماذا ينتظر أشقاها أن يخضب هذه من هذا ثم أمر يده اليمنى على لحيته ثم على رأسه ثم نزل عن المنبر فلما كانت الليلة التي أصيب فيها خرج يريد صلاة العشاء تصايحت الوز حوله فقال يشيهن صوائحا ونساء نوائحا قال وتحينه الفاسق حتى إذا كانت الساعة التي يخرج فيها أقبل حتى قام في جنح الباب وخرج أمير المؤمنين فضربه ضربة وكان محمد بن الحنفية قريبا منه فأخذه ووثب الناس إلى ابن ملجم ليقتلوه فقال لهم مهلا لا يهاجن ما بقيت فإن اقتصصت من الرجل أو وهبت لله وإن أمت فالنفس بالنفس.

الصفحة 28