كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

281 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْيَشْكُرِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: رَأَيْتُ كَثِيرَ بْنَ أَفْلَحَ فِي النَّوْمِ فَعَرَفْتُ أَنَّهَا رُؤْيَا, وَأَنَّهُ قَدْ قُتِلَ وَرَأَيْتُهُ يَمْشِي مُوَلِّيًا فَكَرِهْتُ أَنْ أَدْعُوَهُ بِكُنْيَتِهِ, وَكَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ فَيَظُنُّ أَهْلُنَا أَنَّمَا أَدْعُو الْهُذَيْلَ فَيُوقِظُونَهُ, فَقُلْتُ: يَا كَثِيرُ, فَأَقْبَلَ إِلَيَّ فَقُلْتُ: أَلَسْتَ قَدْ قُتِلْتَ؟ قَالَ: بَلَى, قُلْتُ: فَكَيْفَ أَنْتُمْ؟ قَالَ: نَحْنُ بِخَيْرٍ, قُلْتُ: أَنْتُمُ الشُّهَدَاءُ؟ قَالَ: لاَ, إِنَّ الْمُسْلِمِينَ إِذَا اقْتَتَلُوا بَيْنَهُمْ فَلَيْسَ قَتْلاَهُمْ بَيْنَهُمْ شُهَدَاءُ وَلَكِنْ نَحْنُ النُّدَمَاءُ, قُلْتُ: هَلْ عَلِمْتُمْ أَيْنَ أَنْتُمْ قَالَ: مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ قَدْ عَلِمَ أَيْنَ هُوَ, قُلْتُ: فَكَيْفَ حَالِكُمْ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ.
282 - كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ, حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ، قَالَ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ فِي الْمَنَامِ فِي ثِيَابٍ حَمْرَاءَ وَصَفْرَاءَ فَقُلْتُ: مَا صَنَعْتَ؟ فَدَيْتُكَ, قَالَ: أَنَا مَعَ السَّفَرَةِ, قُلْتُ: وَمَا السَّفَرَةُ؟ قَالَ: الْكِرَامُ الْبَرَرَةُ.
283 - وَكَتَبَ إِلَيَّ أَبُو سَعِيدٍ, حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَتَّابٍ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو امْرَأَتِي، قَالَ: كُنْتُ بِعَبَادَانَ, فَرَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ رَجُلاً جِيءَ بِهِ فِي ثِيَابٍ بَيَاضٍ, فَوُضِعَ فِي سَفِينَةٍ, فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ مَاتَ عَلَى السُّنَّةِ وَنَجَا وَصَارَ فِي الآخِرَةِ, فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ، جَاءَنَا الْخَبَرُ أَنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ مَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ.
284 - وَكَتَبَ إِلَيَّ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ، قَالَ: كُنْتُ بِالْبَصْرَةِ حِينَ مَاتَ سُفْيَانُ فَلَقِيتُ يَزِيدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، صَبِيحَةَ اللَّيْلَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا سُفْيَانُ فَقَالَ: قِيلَ لِي اللَّيْلَةَ فِي مَنَامِي: مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ, فَقُلْتُ رَدًّا عَلَى الَّذِي يَقُولُ: مَاتَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ؟ قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَقَدْ مَاتَ سُفْيَانُ اللَّيْلَةَ, وَلَمْ يَكُنْ يَزِيدُ عَلِمَ.

الصفحة 289