كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

285 - وَكَتَبَ إِلَيَّ أَبُو سَعِيدٍ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ الْعَلاَءِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي قُرَّةَ الْكِنْدِيِّ بَعْدَمَا مَاتَ, فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْعَلاَءِ مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا ... ثَمَّ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ.
286 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الأَعْلَى ابْنُ أَخِيهِ أَبِي الْمَقْعَدِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً مِنَ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ رَأَى كَأَنَّ الْقِيَامَةَ قَدْ قَامَتْ, فَدُعِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأُمِرَ بِهِ إِلَى النَّارِ, فَجَعَلَ يُنَادِي فَأَيْنَ صَلاَتِي وَصُومِي, فَنُودِيَ دَعُوهُ لِصَلاَتِهِ وَصَوْمِهِ.
287 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ الرَّقِّيُّ، أَنَّ رَجُلاً مِنَ التَّابِعِينَ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ عِظْنِي, قَالَ: نَعَمْ, مَنْ يَتَعَمَّدِ النُّقْصَانَ فَهُوَ فِي نُقْصَانٍ, وَمَنْ كَانَ فِي نُقْصَانٍ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ.
288 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رُقْيَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سِنَانٍ فَقَالَ: إِنَّ لأمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدِي نَصِيحَةٌ فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ, فَدَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَخْبَرْتُهُ, فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مِنْهُ النَّصِيحَةَ, فَأَدْخَلْتُهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْرَأَ هَذَا الْكِتَابَ وَإِنْ شِئْتَ كَلَّمْتُكَ, قَالَ: هَاتِ الْكِتَابَ ثُمَّ أَذِنَ فَخَرَجَ, فَقَالَ لِي بَعْدُ: أَتَعْرِفُ الرَّجُلَ؟ قُلْتُ: لاَ, فَقَالُ: مَا أَرَاكَ جِئْتَنِي إِلاَّ بِشَيْطَانٍ أَطْلُبُهُ, قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَمْ أَخْرُجْ حَتَّى وَقَعْتُ عَلَيْهِ, فَقُلْتُ: كِدْتَ أَنْ تُهْلِكَنِي عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ, هُوَ يَدْعُوكَ, فَأَدْخَلْتُهُ عَلَيْهِ, فَأَخْرَجَ مَا كَانَ فِي الْكِتَابِ ثُمَّ خَرَجَ فَلَحِقْتُهُ, فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي مَا كَانَ فِي الْكِتَابِ, قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَسْتَكْتِمُنِي: وَأَنَا أُخْبِرُكَ قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أُلِحُّ عَلَيْهِ حَتَّى أَخْبَرَنِي, قَالُ: إِنِّي كُنْتُ صَاحِبَ صَلاَةٍ بِلَيْلٍ فَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي ثُمَّ نِمْتُ, فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَيْفَ صَاحِبُكُمْ هَذَا أَوْ أَغْيَرُكُمْ هَذَا, فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا وَلِيَنَا خَلِيفَةٌ لِلَّهِ مِثْلُهُ, قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ فِي خُلَفَاءِ اللهِ, وَلَكِنَّهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ, فَهَلْ أَنْتَ مَبَلِّغُهُ عَنِّي ثَلاَثًا إِنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ ضَبْطَ, وَإِلاَ فَقَدْ ضَيَّعَ وَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا: أَصْحَابُ الْقِبَالاَتِ يَأْكُلُونَ الرِّبَا, وَالْعُرَفَاءُ يَأْخُذُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى, وَأَصْحَابُ الْمُكُوسِ يَظْلِمُونَ النَّاسَ, قَالَ ابْنُ أَبِي رَقَبَةَ: فَمَا أَمْسَيْتُ مِنْ يَوْمِي حَتَّى أَنْفَدَ فِيهِمْ عُمَرُ الْكُتُبَ.

الصفحة 290