كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

303 - حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا نَصْرٍ التَّمَّارَ بَعْدَ مَوْتِ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ بِأَيَّامٍ نُعَزِّيهِ فَقَالَ لَنَا أَبُو نَصْرٍ: رَأَيْتُهُ الْبَارِحَةَ فِي النَّوْمِ فِي أَحْسَنِ هَيْئَةٍ فَقُلْتُ لَهُ: بِمَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ قَالَ: اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِنْ كَثْرَةِ مَا أَعْطَانِي مِنَ الْخَيْرِ, وَكَانَ فِيمَا أَعْطَانِي أَنْ غَفَرَ لِمَنْ تَبِعَ جِنَازَتِي.
304 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الأَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلاً رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فَقَالَ الْحَيُّ لِلْمَيِّتِ: أَيُّ شَيْءٍ وَجَدْتُمْ أَفْضَلَ؟ قَالَ: الْقُرْآنُ قَالَ: أَيُّ الْقُرْآنِ وَجَدْتُمْ أَفْضَلَ؟ قَالَ: {لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قَالَ: مَا تَرْجُو لَنَا مِنْ شَيْءٍ قَالَ: نَرْجُو أَعْمَالَكُمْ, إِنَّكُمْ تَعْمَلُونَ وَلاَ تَعْلَمُونَ, وَنَحْنُ نَعْلَمُ وَلاَ نَعْمَلُ.
305 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ الْوَضَّاحِ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ, حَدَّثَنَا خُوَيْلٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو عَبْدِ اللهِ السُّحَيْمِيُّ رَأَيْتُهُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيَّ؟ قَالَ: فَاعْتَذَرْتُ بِبَعْضِ مَا يَعْتَذِرُ النَّاسُ بِهِ فَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ صَلَّيْتَ عَلَيَّ رَبِحْتَ رَأْسَكَ قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ وَجَدْتُمْ أَفْضَلَ؟ قَالَ: فَجَعَلَ يُومِئُ بِيَدِهِ إِلَى الأَرْضِ وَيَقُولُ: التَّوَاضُعُ, التَّوَاضُعُ.
306 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حَزْمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَسْمَاءَ بْنَ عُبَيْدٍ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فَقُلْتُ: أَيَّ الْعَمَلِ وَجَدْتَ أَفْضَلَ؟ قَالَ: هَذَا, قَالَ: اللَّهُمَّ اسْتُرْنَا بِالْغِنَى وَبِالْمُعَافَاةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ, قَالَ حَزْمٌ: وَكَانَتْ دَعْوَةٌ مِنْهُ, أَيْ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَا.

الصفحة 295