كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

307 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَلَمْ أَحْفَظْهُ, فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْهُ, حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الحكم, حدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ زُفَرَ، مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ, عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تَنَاوَلَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَوْمًا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِلِسَانِهِ, فَرَدَّ عَلَيْهِ عُمَرُ, فَغَضِبَ الْوَلِيدُ مِنْ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا, وَأَمَرَ بِعُمَرَ فَعُدِلَ بِهِ إِلَى بَيْتٍ فَحُبِسَ فِيهِ,
قَالَ رَاشِدٌ: فَحَدَّثَنِي أَبِي زُفَرُ مَوْلَى سَلَمَةَ وَكَانَتْ فَاطِمَةُ أَرْضَعَتْهَا أُمُّ زُفَرَ قَالَ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ مَرِضَ زُفَرُ فَمَكَثَ ثَلاَثًا لاَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ ثُمَّ أَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ إِنْ وُجِدَ حَيًّا, فَأَدْرَكْنَاهُ وَقَدْ زَالَتْ رَقَبَتُهُ شَيْئًا فَلَمْ نُعَالِجْهُ حَتَّى صَارَ إِلَى الْعَافِيَةِ, قَالَتْ: فَقَالَ لِي: أُحَدِّثُكِ يَا فَاطِمَةُ حَدِيثًا وَاكْتُمِيهِ مَا دُمْتُ حَيًّا, قُلْتُ: نَعَمْ, قَالَ: إِنَّهُ لَمَّا حُبِسْتُ أَتَانِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ لِي: لَيْسَ لِلْعِلْمِ فِي الْجُهَّالِ حَظٌّ, إِنَّمَا الْعِلْمُ طَرَقَهُ الأَعْضَاءُ, قَالَ: فَرَفَعْتُ إِلَى الْقَائِلِ رَأْسِي, فَإِذَا هُوَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ, قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فِي مَنَامِي فَقَالَ لِي: إِنَّ الْوَلِيدَ جَاهِلٌ بِأَمْرِ اللهِ قَلِيلُ الرِّعَايَةِ لِحُرُمَاتِ اللهِ فَلاَ سَمِعَ مَنْ قَالَ: وَهْبَ اللَّهُ لَكَ مِنَ الْعِلْمِ بِأَمْرِ اللهِ مَعَ مَا حَرَّمَهُ مِنْ ذَلِكَ لِيُبَيِّنَ فَضْلَ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيْكَ فِي الْعِلْمِ بِأَمْرِ اللهِ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ مَنْ جَهِلَ بِأَمْرِ اللهِ أَجْزَى وَأَجْدَرَ أَنَّ لاَ يُتْرَكَا جَمِيعًا, قَالَ عُمَرُ فَوَاللَّهِ يَا فَاطِمَةُ مَا أَكَادُ أَنْ أَغْضَبَ إِلاَّ وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَائِمًا يُخَاطِبُنِي تِلْكَ الْمُخَاطَبَةَ.
308 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، قَالَ: كَانَ شَابٌّ بِالْعِرَاقِ سَعِيدًا فَخَرَجَ مَعَ رَفِيقٍ لَهُ إِلَى مَكَّةَ, فَكَانَ إِنْ نَزَلُوا فَهُوَ يُصَلِّي, وَإِنْ أَكَلُوا فَهُوَ صَائِمٌ, فَصَبَرَ عَلَيْهِ رَفِيقُهُ ذَاهِبًا وَآتِيًا, فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُفَارِقَهُ قَالَ: يَا أَخِي أَخْبِرْنِي مَا الَّذِي هَيَّجَكَ لِمَا رَأَيْتَ, قَالَ: أُرِيتُ فِي نَوِّمِي قَصْرًا مِنْ قُصُورِ الْجَنَّةِ فَإِذَا لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ, فَلَمَّا تَمَّ الْبِنَاءُ إِذَا شُرْفَةٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَشُرْفَةٌ مِنْ يَاقُوتٍ وَبَيْنَهُمَا حَوْرَاءُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مُرْخِيَةٌ شَعْرَهَا عَلَيْهَا ثَوْبٌ مِنْ فِضَّةٍ يَنْثَنِي مَعَهَا كُلَّمَا تَثَنَّتْ, فَقَالَتْ يَا سَهْلُ جِدَّ إِلَى اللهِ فِي طَلَبِي فَقَدْ وَاللَّهِ جَدَدْتُ إِلَيْهِ فِي طَلَبِكَ, فَهَذَا الاِجْتِهَادُ الَّذِي كُنْتَ تَرَاهُ فِي طَلَبِهَا.
309 - قال: كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ عُبَيْدَةَ بِنْتِ نَابِلٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ قَبْلَ أَنْ أُسْلِمَ بِثَلاَثٍ كَأَنِّي فِي ظُلْمَةٍ لاَ أُبْصِرُ شَيْئًا إِذْ أَضَاءَ لِي قَمَرٌ, فَاتَّبَعْتُهُ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَنْ سَبَقَنِي إِلَى ذَلِكَ الْقَمَرَ فَأَنْظُرُ إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ, وَإِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ, وَإِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ, وَكَأَنِّي أَسْأَلُهُمْ مَتَى انْتَهَيْنَا إِلَى هَهُنَا, قَالُوا: السَّاعَةَ, وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو إِلَى الإسْلاَمِ مُسْتَخْفِيًا, فَلَقِيتُهُ فِي شِعْبِ أَجْيَادٍ وَقَدْ صَلَّى الْعَصْرَ, فَقُلْتُ: إِلَى مَا تَدْعُو؟ قَالَ: تَشَهَّدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ, قَالَ: قُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ, فَمَا تُقَدِّمَنِي أَحَدٌ إِلاَّ هُمْ.

الصفحة 296