كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

316 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: كَانَ عِنْدَنَا شَيْخٌ عَلَى أُمُورٍ, ثُمَّ أَقْلَعَ عَنْهَا, فَلَمَّا احْتُضِرَ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ, فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّيَ مُتُّ وَكَأَنَّ آتِيًا أَتَانِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ, حَتَّى وَقَفَ بِي دُونَ الْحِجَابِ, فَكَأَنَّهُ أَرَادَنِي عَلَى الدُّخُولِ فَبِدَاخِلِي الْحَيَاءُ وَالْخَوْفُ, فَكَأَنَّهُ يَقُولُ: مَا هُوَ إِلاَّ الدُّخُولُ عَلَيْهِ أَوْ دُخُولٌ إِلَى النَّارِ, فَكَأَنَّ اخْتَرْتُ دُخُولَ النَّارِ لِلَّذِي أَصَابَنِي مِنَ الْحَيَاءِ, قَالَ: فَانْطَلَقَ بِي ثُمَّ إِنَّهُ عُرِجَ بِهِ وَقِيلَ لَهُ انْطَلِقْ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ, قَالَ: فَأَتَى بِي فِي الْجَنَّةِ فَقَرَعَ حَلْقَةَ الْبَابِ فَارْتَفَعَتْ بِصَوْتٍ مَا سَمِعْتُ مِثْلَهُ حَسَنًا, فَفُتِحَ لَنَا فَدَخَلَ وَدَخَلْتُ مَعَهُ, فَرَأَيْتُ صَاحِبًا لَنَا فَقُلْتُ: فُلاَنٌ؟ قَالَ: فُلاَنٌ, قُلْتُ: مَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: حَجَجْنَا فَانْصَرَفْنَا مِنَ الْحَجِّ, فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَبْنًى فَقَعَدْنَا تَحْتَهُ, فَحَمِدْنَا اللَّهَ عَلَى مَا رَزَقَنَا, فَأَدْخَلْتُ بِذَلِكَ الْجَنَّةَ, قَالَ: وَسَمِعْنَا صَوْتًا بِالْقُرْآنِ مَا سَمِعْتُ أَحْسَنَ مِنْهُ, فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا إِدْرِيسُ, {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}, قَالَ: فَانْظُرُوا فَإِنْ مُتُّ عِنْدَ الْعَصْرِ فَرُؤْيَايَ حَقٌّ, فَلَمَّا كَانَ أَوَّلُ وَقْتِ الْعَصْرِ أُخْبِرْنَاهُ قَدُ صَارَ عَلَى مَا ....
317 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ حَبِيبٍ الأَبْرَارِيُّ فِي النَّوْمِ, كَأَنَّ عَلَيْهِ ثِيَابُ بَيَاضٍ وَهُوَ فِي حَالٍ حَسَنَةٍ, فَقُلْتُ: مَا فُعِلَ بِكَ وَمَا حَالُكَ وَكَيْفَ رَأَيْتَ مُنْكَرًا، وَنَكِيرًا قَالَ: فَكَأَنَّهُ أَجَابَنِي عَنْ آخِرِ كَلاَمٍ, فَقَالَ: لَقَدْ نَفَضْنَا التُّرَابَ عَنْ أَكْفَانِي قَالَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهُ رَاعَتْهُمَا بِهِ, وَلَكِنِّي هَاهُنَا, وَأَشَارَ إِلَى نَاحِيَةٍ, قَالَ: فَكَأَنِّي أَخَذْتُ فِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ الَّتِي أَشَارَ فَإِذَا غُدُرُهُ فِي مَوَاضِعٍ, وَانْتَبَهْتُ فَأَوَّلْتُ ذَلِكَ التَّقَرُّبَ مِنَ السُّلْطَانِ.

الصفحة 300