كتاب المنامات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

332 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلاً رَأَى فِي الْمَنَامِ لَيْلَةَ مَاتَ أَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَأَنَّ قَائِلاً يَقُولُ:
ذَهَبَ الَّذِينَ يُقَالُ عِنْدَ فِرَاقِهِمْ ... لَيْتَ الْبِلاَدَ بِأَهْلِهَا تَتَقَلَّبُ.
333 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: أَتَانِي آتٍ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِالصَّلاَةِ فَقَوِّمُوهَا فَفِي تَقْوِيمِهَا لَكُمُ النَّجَاةُ, قَالَ: فَأَجَبْتُهُ وَمَا كُنْتُ شَاعِرًا:
بَصَّرْتَنِي بَابَ رُشْدٍ كُنْتُ أَجْهَلُهُ ... لَوْ كُنْتُ أَعْرِفُهُ مَا فَاتَنِي الْبَابُ.
334 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ عَمَّارِ الْحَنَفِيِّ، أَنَّ ابْنَ خَالَتِهِ حَدَّثَهُ, وَكَانَ صَدِيقًا لأبِي هُرَيْرَةَ يَهْدِي إِلَيْهِ تَمَرَاتٍ مِنْ تَمْرٍ, قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا يَمَامِيُّ لَقَدْ تَكَلَّمْتَ بِكَلِمَةٍ لَعَلِّي أَلاَ أَكُونَ تَكَلَّمْتُ بِهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْيَمَانِ, وَمَا بَيْنِي وَبَيْنَهَا مِنْ تَوَادٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَاللَّهِ إِنَّ تِلْكَ الْكَلِمَةَ عَظِيمَةٌ, وَمَا هِيَ قَالَ: بَلَى كَانَ لِي صِدِّيقٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ تَاجِرًا, وَكَانَ كَثِيرَ الْمَالَ فَمَرِضَ, فَخَشِيتُ عَلَيْهِ الْمَوْتَ, فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِظَهُ, فَأَتَيْتُهُ بُكْرَةً, فَلَمَّا قُمْتُ قُلْتُ: لِلْخَادِمِ اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى فُلاَنٍ, قَالَ: فَسَمِعَ صَوْتِيَ, فَقَالَ: قَدْ أَتَانِي أَبُو هُرَيْرَةَ يَا مُحَمَّدُ إِذَا بِهِ رَمَانِي لاَ أَسْتَطِيعُ, قَالُوا لَهُ: لاَ يَسْتَطِيعُ هُوَ مَرِيضٌ فَرَجَعْتُ وَأَنَا مُغْضَبٌ, فَمُرَّ عَلَيَّ بِجِنَازَةٍ مِنَ الْعَشِيِّ, فَقُلْتُ: إِنَّ هَذِهِ لِجِنَازَةٌ بَعِيدَةٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ وَكَانَتْ لِي أُنَيْسَةٌ, يَعْنِي سَارِيَةً أُصَلِّي إِلَيْهَا فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَأَتَيْتُهَا فَصَلَّيْتُ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَا كُتِبَ لِي, ثُمَّ غَلَبَتْنِي عَيْنِي, فَأَتَانِي رَجُلاَنِ فَأَخَذَا بِضَبْعَتِي وَاحْتَمَلاَنِي, حَتَّى وَقَفَا بِي عَلَى النَّارِ, فَجَعَلاَ يَدْفَعَانِي فِيهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ نَفْسِي هَهُنَا, وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نِهَايَتِهِ قَالَ: فَانْصَرَفَا بِي إِلَى الْجَنَّةِ, فَإِذَا أَنَا بِهِ أَوَّلُ النَّاسِ, فَاسْتَقْبَلَنِي فَقُلْتُ: مَا أَدْخَلَكَ مُدْخَلَكَ هَذَا؟ قَالَ: بِكَلِمَتِكَ الَّتِي تَكَلَّمْتَ بِهَا أَمْسِ, وَزَعَمَ يَحْيَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ حَتَّمَ عَلَى اللهِ أَكْذَبَهُ.

الصفحة 304