كتاب الهم والحزن لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

55 - وحدثني شيخ يكنى أبا يعقوب، عن سعيد البكاء قال: قال رجل لأم ضيغم: ما أطول حزن ضيغم! فبكت ثم قالت: لمثل ما ندب إليه فليحزن، ذهب الحزن وأصحابه بالحزن، وهل رأيت يا بني حزينا!.
56 - حدثني أزهر بن مروان الرقاشي, قال: رأيت ضيغما العابد قلت: إذا رأيته رأيت رجلاً لا يشبه الناس من الخشوع والضمر وطول الحزن.
57 - حدثني محمد بن الحسين, قال: حدثني إبراهيم بن عبيد, قال: حدثنا أبو خالد الأحمر, قال: قال داود الطائي: إن الحزن يحرك.
58 - قال محمد: حدثني إبراهيم بن عبيد, قال: حدثنا عبد السلام بن حرب, قال: قال زبيد الأيامي: إذا لم يحزن القلب أو يفرح لم يتحرك البدن ولم تجب الجوارح.
59 - قال محمد: وحدثنا رستم أبو النعمان قال: حدثنا سلام بن سليم قال: سمعت سميرا أبا عاصم قال: قال بعض الحكماء: أسست العبادة على الحزن والمحبة، فإذا خلا البدن منهما ألف الراحة واغتاله الفتور.
60 - حدثني إسماعيل أبو إسحاق الرياحي قال: حدثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت مالك بن دينار وقيل له: ألا ندعو لك قارئا؟ قال: الثكلى لا تحتاج إلى باكية, أو قال: نائحة.
61 - حدثني أبو جعفر محمد بن بشر الكندي، عن ابن السماك قال: قال ذر لأبيه عمر بن ذر: ما بال المتكلمين يتكلمون فلا يبكي أحد، فإذا تكلمت يا أنت سمع البكاء من ها هنا وها هنا؟! قال: أي بني ليست النائحة المستأجرة كالنائحة الثكلى.

الصفحة 355