كتاب الهم والحزن لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

160 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ رُشَيْدِ بْنِ حُبَابٍ، قَالَ: مَرِضَ حَازِمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ بُجَيْرٍ الأزْدِيُّ، فَدَعَوْتُ لَهُ طَبِيبًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا بِصَاحِبِكَ هَذَا إِلاَّ الْحُزْنُ فَقَالَ حَازِمٌ: إِنِّي ذَكَرْتُ مَوَاقِفَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَفَزِعَ لِذَلِكَ قَلْبِي.
161 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، حَدَّثَتنِي (1) أُمُّ سَعِيدِ بْنِ عَلْقَمَةَ النَّخْعِيُّ، وَكَانَتْ، أُمُّهُ طَائِيَةً قَالَتْ: كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ جِدَارٌ قَصِيرٌ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَسْمَعُ حِسَّهُ عَامَّةَ اللَّيْلِ لا يَهْدَأُ، قَالَتْ: وَرُبَّمَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ: اللَّهُمَّ هَمَّكَ عَطَّلَ عَلَيَّ الْهُمُومَ، وَحَالَفَ بَيْنِي وَبَيْنَ السُّهَادِ، وَشَوْقِي إِلَى النَّظَرِ إِلَيْكَ أَشْوَقُ مِنِّي، وَحَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّذَّاتِ، فَأَنَا فِي سِجْنِكَ أَيُّهَا الْكَرِيمُ مَطْلُوبٌ، قَالَتْ: وَرُبَّمَا تَرَنَّمَ فِي السَّحَرِ بِالشَّيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَأَرَى أَنَّ جَمِيعَ نَعِيمِ الدُّنْيَا جُمِعَ فِي تَرَنُّمِهِ، وَقَالَتْ: وَكَانَ يَكون فِي الدَّارِ وَحْدَهُ، وَكَانَ لا يُصْبِحُ فِيه.
_حاشية__________
(1) في طبعتي دار أطلس، ودار السلام: "حدثني"، والصواب ما أثبتناه.
162 - حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: كَمَا أَنَّ الْقُصُورَ لا تَسْكُنُهَا الْمُلُوكُ حَتَّى تَفْرَغ، كَذَلِكَ الْقَلْبُ لا يَسْكُنُهُ الْحُزْنُ وَالْخَوْفُ حَتَّى يَفْرَغَ.
163 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الصُّوفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَوْمَ مَاتَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ يَقُولُ: ذَهَبَ الْحُزْنُ الْيَوْمَ مِنَ الأرْضِ.

الصفحة 376