كتاب الهواتف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

18 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ رَجُلاَ أَهَلَّ هِلاَلاَ بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ فَسَمِعَ قَائِلاَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَهِلَّهَ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمِ وَالإِسْلاَمِ وَالْهُدَى وَالْمَغْفِرَةِ وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تَرْضَى وَالْحِفْظِ لِمَا تَسْخَطُ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُلَقِّنُهُنَّ حَتَّى حَفِظْتُهُنَّ وَلَمْ أَرَ أَحَدًا.
19 - حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ السَّلاَمِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: مَرَّ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ عَلَى قَبْرِ دَانِيَالَ فَسَمِعَ صَوْتًا، وَالْقَبْرُ يَقُولُ: سُبْحَانَ مَنْ تَعَزَّزَ بِالْعِزَّةِ وَقَهَرَ الْعِبَادَ بِالْمَوْتِ، ثُمَّ مَضَى يَحْيَى فَإِذَا هُوَ بِصَوْتٍ مِنَ السَّمَاءِ يَقُولُ: أَنَا الَّذِي تَعَزَّزْتُ بِالْعِزَّةِ وَقَهَرْتُ الْعِبَادَ بِالْمَوْتِ، مَنْ قَالَهُنَّ اسْتَغْفَرَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرَضُونَ وَمَنْ فِيهِنَّ.
20 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّهْمِيُّ، وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: أَقْبَلْنَا قَافِلِينَ مِنْ بِلاَدِ الرُّومِ نُرِيدُ الْبَصْرَةَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بَيْنَ الرَّصَافَةِ وحِمْصَ سَمِعْنَا صَائِحًا يَصِيحَ مِنْ تِلْكَ الرِّمَالِ سَمِعَتْهُ الآذَانُ وَلَمْ تَرَهُ الأَعْيُنُ يَقُولُ: يَا مَسْتُورُ يَا مَحْفُوظُ اعْقِلْ فِي سِتْرِ مَنْ أَنْتَ، فَإِذَا كُنْتَ لاَ تَعْقِلُ فِي سِتْرِ مَنْ أَنْتَ فَاتَّقِ الدُّنْيَا فَإِنَّهَا جَمْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنْ كُنْتَ لاَ تَتَّقيِهَا فَاجْعَلْهَا شَرَكًا ثُمَّ انْظُرْ أَيْنَ تَضَعُ قَدَمَيْكَ مِنْهَا.

الصفحة 395