كتاب الهواتف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

21 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ، قَالَ رَجُلٌ: بَيْنَا أَسِيرُ فِي أَرْضِ الرُّومِ ذَاتَ يَوْمٍ سَمِعْتُ هَاتِفًا فَوْقَ رَأْسِ الْجَبَلِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَبِّ عَجِبْتُ لِمَنْ يَعْرِفُكَ كَيْفَ يَرْجُو أَحَدًا غَيْرَكَ؟ ثُمَّ دَعَا الثَّانِيَةَ فَقَالَ: يَا رَبِّ عَجِبْتُ لِمَنْ يَعْرِفُكَ كَيْفَ يَسْتَعِينُ عَلَى أَمْرِهِ غَيْرَكَ؟ ثُمَّ دَعَا الثَّالِثَةَ فَقَالَ: يَا رَبِّ، عَجِبْتُ لِمَنْ يَعْرِفُكَ كَيْفَ يَتَعَرَّضُ لِشَيْءٍ مِنْ غَضَبِكَ بِرِضَا غَيْرِكَ؟ قَالَ: فَنَادَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَجِنِّيُّ أَنْتَ أَمْ إِنْسِيُّ؟ قَالَ: بَلْ إِنْسِيٌّ اشْغَلْ نَفْسَكَ بِمَا يَعْنِيكَ عَمَّا لاَ يَعْنِيكَ.
22 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا فِي السُّوقِ، إِذْ أَخَذَ أَحَدٌ بِقَفَايَ فَقَالَ: يَا وُهَيْبُ خَفِ اللَّهَ عَلَى قُدْرَتِهِ عَلَيْكَ وَاسْتَحْيِ مِنَ اللهِ فِي قُرْبِهِ مِنْكَ فَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا.
23 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: إِنَّا لَوُقُوفٌ بِجَبَلِ عَرَفَاتٍ وَإِذَا شَابَّانِ عَلَيْهِمَا الْعَبَاءُ الْقَطَوَانِيُّ يُنَادِي أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ يَا حَبِيبُ، فَيَقُولُ الآخَرُ: أَيْنَكَ أَيُّهَا الْمُحِبُّ، قَالَ: تَرَى الَّذِي تَحَابَبْنَا فِيهِ وَتَوَادَدْنَا لَهُ مُعَذِّبَنَا غَدًا فِي الْقَبْرِ؟ قَالَ: فَسَمِعْنَا مُنَادِيًا سَمِعَتْهُ الآذَانُ وَلَمْ تَرَهُ الأَعْيُنُ يَقُولُ: لاَ لَيْسَ بِفَاعِلٍ وَهَذَا لَفْظُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ.

الصفحة 396