كتاب الهواتف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

57 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عُمَرَ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، فِي بَعْضِ الْمَقَابِرِ فَإِذَا أَنْوَارٌ قَدْ أَقْبَلَتْ وَمَعَهَا جَنَازَةٌ فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَقْبَرَةِ قَالَ: انْظُرُوا قَبْرَ كَذَا وَكَذَا قَال َ: فَسَمِعَ رَجُلٌ صَوْتًا مِنَ الْقَبْرِ حَزِينًا مُوجَعًا يَقُولُ:
أَنْعَمَ اللَّهُ بِالظَّعِينَةِ عَيْنَا ... وَبِمَسْرَاكِ يَا أَمِينَ إِلَيْنَا
جَزَعًا مَا جَزِعْتُ مِنْ ظُلْمَةِ الْقَبْـ ـرِ ... وَمِنْ مَسْكِ التُّرَابِ أُمَيْنَا
قَالَ: فَأَخْبَرَ الْقَوْمَ بِمَا سَمِعَ فَبَكَوْا حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَنْ أَمِينَةُ؟ قُلْتُ: لاَ، قَالَ: صَاحِبَةُ السَّرِيرِ وَهَذِهِ أُخْتُهَا مَاتَتْ عَامَ أَوَّلَ فَقَالَ صَفْوَانُ: قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الْمَيِّتَ لاَ يَتَكَلَّمُ فَمِنْ أَيْنَ هَذَا الصَّوْتُ؟.

الصفحة 410