كتاب مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

أمر ابن ملجم وقتله
76 - حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أسامة قال حدثني أبو طلق علي بن حنظلة بن نعيم عن أبيه قال لما ضرب ابن ملجم عليا قال احبسوه فإنما هو جرح فإن برأت امتثلت أو عفوت وإن هلكت قتلتموه فجعل عليه عبد الله بن جعفر وكانت أم كلثوم بنت علي تحته فقطع يديه وفقأ عينيه وقطع رجليه وجدعه وقال له هات لسانك فقال له إذ صنعت ما صنعت فإنما تستقرض في جسدك أما لساني ويحك فدعه أذكر الله به فإني لا أخرجه لك أبدا فشق لحييه وأخرج لسانه من بين لحييه فقطع وحمى مسمارا ليفقأ به عينيه فقال إنك لتكحل عمك بملمول ممض فجاءت أم كلثوم تبكي وتقول يا خبيث والله ما ضرت أمير المؤمنين فقال أعلي يا أم كلثوم تبكين أما والله ما خانني سيفي ولا ضعف ساعدي.
77 - حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا عبد الله بن سعيد عن زياد بن عبد الله حدثنا ابن إسحاق قال حدثني زيد بن عبد الله بن سعد قال حدثني عبد الله بن أبي رافع قال عذبنا ابن ملجم بعد موت علي بكل عذاب خلقه الله فوالله ما تكلم حتى دخل غلام ابتاعه عبد الله بن أبي رافع قبل موت علي فدخل به على علي فقال ما هذا ألا خنيزير قال فألححنا عليه خنيزير فقال خلوا عني وعنه وكان اسم الغلام سعدا فأخذ بأنفه فعضه فصاح صياحا ما سمعنا بمثله قط فقلنا خلوا بينه وبين خنيزير وأخذ عبد الله بن جعفر ابن ملجم فقطع يده ورجله وكحل عينيه بمسمار من حديد فجعل ابن ملجم يقول لابن جعفر إنك لتكحل عمك بململول ممض ثم أمر به فعولج عن لسانه ليقطع فجزع وقبل ذلك ما لم يجزع فقالوا له يا عدو الله قطعنا يديك ورجليك وسملنا عينيك فلم تجزع فلما أن دنا قطع لسانك جزعت قال لا والله ما أجزع من قطع لساني ولكني أجزع أن أكون في الدنيا فواقا لا أذكر الله فيه فقطعوا لسانه ثم حرقوه بالنار وهو حي فقال ابن حطان في ذلك

إني لأذكره حينا فأحسبه ... أوفى البرية عند الله ميزانا
يا ضربة من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
قال وزاد ابن غنوة
يا نفس هل لك في دار ترين بها ... محمدا وأبا بكر وعثمانا
فقالت له الحرورية تذكر هذا مع هؤلاء فقال لا تعجلوا ثم قال
الخير في رفق الأخيار كلهم ... أعني ابن مظعون لا أعني ابن عفانا.

الصفحة 47