كتاب الورع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

46 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا وَمَعَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَذَكَرْنَا شَيْئًا فَتَذَاكَرُوا أَشَدَّ الأَعْمَالِ، فَاتَّفَقُوا عَلَى الْوَرَعِ، فَجَاءَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ فَقَالُوا: قَدْ جَاءَ أَبُو عَبْدِ اللهِ فَجَلَسَ فَأَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: حَسَّانُ: إِنَّ لِلصَّلاَةِ لَمُؤْنَةَ، وَإِنَّ لِلصِّيَامِ لَمُؤْنَةَ، وَإِنَّ لِلصَّدَقَةِ لَمُؤْنَةَ، وَهَلِ الْوَرَعُ إِلاَّ إِذَا رَابَكَ شَيْءٌ تَرَكْتَهُ.
47 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا مِنْ أَهْلِ الصَّلاَحِ وَالْفِقْهِ قَالَ: قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: أَعْجَبُ شَيْءٍ سَمِعْتُ بِهِ فِي الدُّنْيَا ثَلاَثُ كَلِمَاتٍ: قَوْلُ ابْنِ سِيرِينَ: مَا حَسَدْتُ أَحَدًا عَلَى شَيْءٍ قَطُّ. وَقَوْلُ مُوَرِّقٍ قَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ بِحَاجَةٍ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَمَا قَضَاهَا لِي فَمَا يَئِسْتُ مِنْهَا. وَقَوْلُ حَسَّانَ بْنِ أَبِي سِنَانٍ: مَا شَيْءٌ هُوَ أَهْوَنُ مِنَ الْوَرَعِ إِذَا رَابَكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ.
48 - حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نِسْطَاسٍ الْكُثَيرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُرْبَعٌ، عَنْ أُمِّ أَنَسٍ أَنَّهَا قَالَتْ: أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: اهْجُرِي الْمَعَاصِيَ؛ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْهِجْرَةِ، وَحَافِظِي عَلَى الْفَرَائِضِ؛ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْجِهَادِ، وَأَكْثِرِي مِنْ ذِكْرِ اللهِ؛ فَإِنَّكِ لاَ تَأْتِينَ اللَّهَ غَدًا بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِهِ.
49 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: الذِّكْرُ ذِكْرَانِ: ذِكْرُ اللهِ بِاللِّسَانِ حَسَنٌ، وَأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ الْعَبْدُ عِنْدَ الْمَعْصِيَةِ، فَيُمْسِكَ عَنْهَا.

الصفحة 502