كتاب مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

86 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن حاتم قال أخبرنا هشيم قال أخبرنا حصين عن الشعبي قال حدثني زحر بن قيس الجعفي قال لما كان غداة أصيب علي عليه السلام ركبت مطيتي ومضيت نحو المدائن فلما كنت قريبا منها تلقاني أهلها فقالوا من أين أقبل الرجل فقلت من الكوفة قالوا وما الخبر قلت جرح أمير المؤمنين بصلاة الغداة فتلقاه رجلان فضربه أحدهما فأخطأه وضربه الآخر فأصابه بشجة قد يموت الرجل مما هو أدنى منها وتعيش مما هو أكثر منها فتماروا فيما بينهم فقالوا والله لو جئتنا بدماغه في ستين صرة لعلمنا أنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه قال فدخلت المدائن فمكثت في بعض بيوتها حتى جاء كتاب الحسن بن علي عليهما السلام بما كان من أمره فاتقوا الله وعليكم بالسمع والطاعة قال وكان اللذان ضرباه عبد الرحمن بن ملجم المرادي وشبيب بن بجرة الأشجعي ضربه شبيب فأخطأه وضربه ابن ملجم على رأسه فقتله وكان الذي ضرب معاوية رجل من بني الصريم يقال له البرك وأن معاوية حرم بني الصريم أعطياتهم حياته.
87 - حدثنا سعيد بن يحيى القرشي حدثنا عبد الله بن سعيد عن زياد بن عبد الله حدثنا المجالد بن سعيد قال مات علي رضي الله عنه ولم يستخلف أحدا قال فحدثني الشعبي قال أخبرني زحر بن قيس الجعفي قال بعثني علي رضي الله عنه على أربعمئة من أهل العراق فأمرنا أن ننزل المدائن رابطة قال فوالله إنا لجلوس عند غروب الشمس على الطريق إذ جاءنا راكب قد أعرق دابته فقلنا من أين أقبلت قال من الكوفة قلنا متى خرجت قال اليوم قلنا فما الخبر قال خرج أمير المؤمنين إلى الصلاة صلاة الفجر فابتدره ابن بجرة وابن ملجم فضربه أحدهما ضربة إن الرجل ليعيش مما هو أشد منها ويموت مما هو أهون منها ثم ذهب فقال عبد الله بن وهب السبائي ورفع يديه إلى السماء الله أكبر الله أكبر قلت له ما شأنك قال لو أخبرنا هذا أنه نظر إلى دماغه قد خرج عرفت أن أمير المؤمنين لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه قال فوالله ما مكثنا إلا تلك الليلة حتى جاءني كتب الحسن بن علي من عبد الله حسن أمير المؤمنين إلى زحر بن قيس أما بعد فخذ البيعة ممن قبلك فقلنا أين ما قلت قال ما كنت أراه يموت.

الصفحة 51