كتاب الورع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

129 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَهُمَا يَأْكْلاَنِ خُبْزًا وَخَلاًّ وَبَقْلاً فَقُلْتُ لَهُمَا: أَنْتُمَا ابْنَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْتُمَا تَأْكْلاَنِ مَا أَرَى وَفِي الرَّحَبَةِ مَا فِيهَا قَالاَ: مَا أَقَلَّ عِلْمَكَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّمَا ذَاكَ لِلْمُسْلِمِينَ.
130 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ، أَنَّ أُمَّ وَلَدٍ كَانَتْ لِعَلِيٍّ قَالَتْ: جِئْتُ عَلِيًّا يَوْمًا وَبَيْنَ يَدَيْهِ قَرُنْفُلُ مَكْثُوبٌ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَبْ لِابْنَتِي مِنْ هَذَا الْقَرَنْفُلِ قْلاَدَةً. قَالَ: ايتِينِي دِرْهَمًا بِيَدِهِ هَكَذَا؛ فَإِنَّمَا هَذَا مَالُ الْمُسْلِمِينَ، أَوِ اصْبِرِي حَتَّى يَأْتِيَنِي حَظِّي، فَأَهِبُ لَكَ مِنْهُ فَأَبَى أَنْ يَهَبَ لِي مِنْهُ شَيْئًا.
131 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ فَقَالَتِ: ائْتُوا أَبَا صَالِحٍ بِطَعَامٍ فَأْتُونِي بِمَرَقَةٍ فِيهَا جَنُوبٌ، فَقُلْتُ أَتُطْعِمُونِي هَذَا وَأَنْتُمْ أُمَرَاءُ؟ قَالَتْ: كَيْفَ لَوْ رَأَيْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيًّا، وَأُتِيَ بِأَتْرُجٍّ، فَأَخَذَ الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ مِنْهَا أُتْرُجَّةً لِصَبِيٍّ لَهُمْ، فَانْتَزَعَهَا مِنْ يَدِهِ، وَقَسَمَهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.
132 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الأَشْعَرِيِّ، أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى عُمَرَ فَنَزَلَ عَلَيْهِ وَكَانَتْ لِعُمَرَ نَاقَةٌ يَحْلِبُهَا فَانْطَلَقَ غْلاَمُهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَقَاهُ لَبَنًا فَأَنْكَرَهُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ النَّاقَةَ انْفَلَتَ عَلَيْهَا وَلَدُهَا، فَشَرِبَ لَبَنَهَا، فَحَلَبْتُ لَكَ نَاقَةً مِنْ مَالِ اللهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَيْحَكَ سَقَيْتَنِي نَارًا ادْعُ لِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَدَعَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا عَمَدَ إِلَى نَاقَةٍ مِنْ مَالِ اللهِ، فَسَقَانِي لَبَنَهَا أَفَتُحِلُّهُ لِي؟ قَالَ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هُوَ لَكَ حَلاَلٌ وَلَحْمُهَا، وَأَوْشَكَ أَنْ يَجِيءَ مَنْ لاَ يَرَى لَنَا فِي هَذَا الْمَالِ حَقٌّ.

الصفحة 520