كتاب الورع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

143 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ الأَحْوَلُ قَالَ: قَالَ لِي فُضَيْلٌ الرَّقَاشِيُّ وَأَنَا أَسْأَلُهُ: يَا هَذَا لاَ يَشْغَلُكَ كَثْرَةُ النَّاسِ عَنْ نَفْسِكَ؛ فَإِنَّ الأَمْرَ يَخْلُصُ إِلَيْكَ دُونَهُمْ، وَلاَ تَقُلْ: أَذْهَبُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، فَيَنْقَطِعُ عَنِّي النَّهَارُ؛ فَإِنَّ الأَمْرَ مَحْفُوظٌ عَلَيْكَ، وَلَمْ يُرَ شَيْءٌ قَطُّ هُوَ أَحْسَنُ طَلَبًا، وَلاَ أَسْرَعُ إِدْرَاكًا مِنْ حَسَنَةٍ حَدِيثَةٍ لِذَنْبٍ قَدِيمٍ.
144 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ قُطِعَتْ رِجْلُهُ مِنَ الآكِلَةِ قَالَ: إِنَّ مِمَّا يُطَيِّبُ نَفْسِي عَنْكَ أَنِّي لَمْ أَنْقُلْكَ إِلَى مَعْصِيَةٍ لِلَّهِ قَطُّ.
145 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَزَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ وَقَالَ لِرَجُلٍ يُقَالُ إِنَّهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الشَّيْبَانِيُّ: أَيَّ طَرِيقٍ أَخَذْتَ؟ قَالَ: فِي قَرْيَةِ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ يُوسُفُ: أَمَا خِفْتَ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِكَ وَكَانَتِ الْقَرْيَةُ طَاغِيَةً فَسَكَتَ مُحَمَّدٌ وَطَأْطَأَ رَأْسَهُ.
146 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: مَا أَغْبَرَتْ رِجْلاَيَ فِي طَلَبِ دُنْيَا، وَلاَ فَتَحْتُ رِجْلاً فِي وِجْهَةٍ مُنْذُ عَلِمْتُ أَنِّي. . . وَلاَ جَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ، إِلاَّ مُنْتَظِرًا لِجَنَازَةٍ، أَوْ لِحَاجَةٍ لاَ بُدَّ مِنْهَا..
بَابُ أَخْبَارِ الْوَرِعِينَ
147 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا، أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: اجْتَمَعَ ثَلاَثَةُ عُبَّادٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالُوا: تَعَالَوْا حَتَّى يَذْكُرَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا أَعْظَمَ ذَنْبٍ عَمِلَهُ. فَقَالَ: أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا، فَلاَ أَذْكُرُ مِنْ ذَنْبٍ أَعْظَمَ مِنْ أَنِّي كُنْتُ مَعَ صَاحِبٍ لِي، فَعَرَضَتْ لَنَا شَجَرَةٌ فَخَرَجْتُ عَلَيْهِ فَفَزِعَ مِنِّي، فَقَالَ: اللَّهُ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ. وَقَالَ أَحَدُهُمْ: كَانَتْ لِي وَالِدَةٌ فَدَعَتْنِي مِنْ قِبَلِ شِمَالَةِ الرِّيحِ فَأَجَبْتُهَا، فَلَمْ تَسْمَعْ فَجَاءَتْنِي مُغْضَبَةً، فَجَعَلَتْ تَرْمِينِي بِحِجَارَةٍ، فَأَخَذْتُ عَصًا وَجِئْتُ لأَقْعُدَ بَيْنَ يَدَيْهَا فَتَضْرِبَنِي بِهَا حَتَّى تَرْضَى، فَفَزِعَتْ مِنِّي فَأَصَابَتْ وَجْهَهَا صَخْرَةٌ فَشَجَّتْهَا، فَهَذَا أَعْظَمُ ذَنْبٍ عَمِلْتُهُ قَطُّ..

الصفحة 523