كتاب الورع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

154 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ الْجِيزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: كَانَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ لاَ يُصَلِّي تَحْتَ الظّْلاَلِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَيُصَلِّي فِي الصَّحْنِ فِي الْحَرِّ وَالْبَرَدِ، وَكَانَ لَهُ دَلْوٌ صَغِيرٌ يَسْتَقِي بِهَا مِنْ زَمْزَمَ، وَكَانَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي جَنَاحَانِ لَطِرْتُ يَقُولُ: لاَ أَدْخُلُ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ وَكَانَ لاَ يَمْشِي عَلَى عَقِبِهِ مِنَّا وَيَمْشِي فَوْقَ الْخَيْلِ..
155 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصُّوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: لِمَ لاَ تَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ؟ قَالَ: لَوْ كَانَ لِي دَلْوٌ لَشَرِبْتُ.
156 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: نَبَّأَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ: قَالَ لِي كَهْمَسُ أَبُو عَبْدِ اللهِ: يَا أَبَا سَلَمَةَ أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَأَنَا أَبْكِي عَلَيْهِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. قُلْتُ مَا هُوَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: زَارَنِي أَخٌ لِي فَاشْتَرَيْتُ لَهُ سَمَكًا مَشْوِيًّا بِدَانِقٍ، فَلَمَّا أَكَلَ قُمْتُ إِلَى حَائِطٍ لِجَارٍ لِي مِنْ لَبِنٍ، فَأَخَذْتُ مِنْهُ قِطْعَةً يَغْسِلُ بِهَا يَدَهُ، فَأَنَا أَبْكِي عَلَيْهِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
157 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُؤَمَّلٌ قَالَ: نَبَّأَنَا أَصْحَابُنَا، أَنَّهُ سَقَطَ مِنْ يَدِ كَهْمَسَ دِينَارٌ. قَالَ: فَقَامَ يَطْلُبُهُ قِيلَ: مَا تَطْلُبُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: دِينَارًا سَقَطَ مِنِّي فَأَخَذُوا غُرْبَالاً فَغَرْبَلُوا التُّرَابَ فَوَجَدُوا دِينَارًا، فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهُ، وَقَالَ: لَعَلَّهُ لَيْسَ دِينَارِي.

الصفحة 526