كتاب الورع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

180 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَنْبَسَةَ الْعَبَّادَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: تَرَكَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ أَرْبَعِينَ أَلْفًا فِيمَا لاَ تَرَوْنَ بِهِ الْيَوْمَ بَأْسًا.
بَابُ ثَوَابِ الْوَرِعِينَ
181 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَتَكِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: يَا مُوسَى إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَلْقَانِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ نَاقَشْتُهُ الْحِسَابَ عَنْ مَا كَانَ فِي يَدَيْهِ، إِلاَّ الْوَرِعِينَ فَإِنِّي أستحييهم وَأُكْرِمُهُمْ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ.
182 - حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْبَنَاجِيَّ يَقُولُ: يُؤْتَى الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَغِيبُ فِي النُّورِ فَيُعْطَى كِتَابَهُ، فَيَقْرَأُ فِيهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ وَلاَ يَرَى فِيهِ كِبَارًا كَانَ يَعْرِفُهَا، فَيُدْعَى مَلَكٌ فَيُعْطَى كِتَابًا مَخْتُومًا، فَيُقَالُ لَهُ انْطَلِقْ بِعَبْدِي هَذَا إِلَى الْجَنَّةِ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ آخِرِ قَنْطَرَةٍ، فَادْفَعْ إِلَيْهِ هَذَا الْكِتَابَ وَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ رَبُّكَ: حَبِيبِي مَا مَنَعَنِي أَنْ أَقِفَكَ عَلَيْهَا إِلاَّ حَيَاءً مِنْكَ وَإِجْلاَلاً لَكَ وَقَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ آخِرِ قَنْطَرَةٍ أَعْطَاهُ الْمَلَكُ الْكِتَابَ، فَفَضَّ الْخَاتَمَ، ثُمَّ قَرَأَهُ فَنَظَرَ إِلَى الْكِتَابِ، فَقَالَ لِلْمَلَكِ: قَدْ عَرَفْتُهَا. فَيَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ: مَا أَدْرِي مَا فِيهِ إِنَّمَا دُفِعَ إِلَيَّ كِتَابٌ مَخْتُومٌ؟ وَرَبُّكَ يَقُولُ لَكَ: حَبِيبِي مَا مَنَعَنِي أَنْ أَقِفَكَ عَلَيْهِ إِلاَّ إِعْظَامًا لَكَ وَإِجْلاَلاً.

الصفحة 532