كتاب الورع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

210 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَوْرَعَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ.
211 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَنْبَسَةَ الْعَبَّادَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: تَرَكَ ابْنُ سِيرِينَ أَرْبَعِينَ أَلْفًا فِيمَا لاَ تَرَوْنَ بِهِ الْيَوْمَ بَأْسًا.
212 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجْلاَنِ إِلَى شُرَيْحٍ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: اشْتَرَيْتُ مِنْ هَذَا دَارًا فَوَجَدْتُ فِيهَا عَشْرَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ. فَقَالَ: خُذْهَا. فَقَالَ: لِمَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ الدَّارَ. فَقَالَ الْبَائِعُ: خُذْهَا أَنْتَ. قَالَ: لِمَ وَقَدْ بِعْتُهُ الدَّارَ بِمَا فِيهَا، فَأَدَارَا الأَمْرَ بَيْنَهُمَا فَأَبَيَا فَأَتَيَا زِيَادًا فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا هَكَذَا بَقِيَ. وَقَالَ لِشُرَيْحٍ: ادْخُلْ بَيْتَ الْمَالِ فَأَلْقِ فِي كُلِّ جِرَابٍ قَبْضَةً حَتَّى يَكُونَ لِلْمُسْلِمِينَ ثُمَّ قَالَ لِلشَّعْبِيِّ: كَيْفَ تَرَى الأَمْرَ؟ قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: أَعْجَبَهُ مَا صَنَعَ.
213 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدٍ الْعَبْسِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأَى قَوْمًا مُجْتَمِعِينَ عَلَى أَمَرٍ كَرِهَهُ، فَسَعَى عَلَيْهِمْ بِالدِّرَّةِ فَتَفَرَّقُوا، وَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَضَرَبَهُ وَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ قُمْتَ لِي حَتَّى ضَرَبْتُكَ؟ أَلاَ ذَهَبْتَ كَمَا ذَهَبَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ حَقَّكَ عَلَيَّ - أَوْ قَالَ: عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ - كَحَقِّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ، وَإِنِّي لَمَّا رَأَيْتُكَ سَعَيْتَ كَرِهْتُ أَنْ أُتْعِبَكَ فَقُمْتُ حَتَّى تَقْضِيَ مِنِّي حَاجَتَكَ. قَالَ: آللَّهُ كَذَلِكَ حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَحَلَفَ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَجَلَسَا، فَلَمْ يَزَلْ لَهُ مُكْرِمًا حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا.

الصفحة 539