كتاب الورع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

214 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ دْلاَفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لاَ تَنْظُرُوا إِلَى صَلاَةِ امْرِئٍ وَلاَ صِيَامِهِ وَلَكِنِ انْظُرُوا إِلَى صِدْقِ حَدِيثِهِ إِذَا حَدَّثَ، وَإِلَى وَرَعِهِ إِذَا أَشْفَى وَإِلَى أَمَانَتِهِ إِذَا ائْتُمِنَ.
215 - حُدِّثْتُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ الْحَسَنِ فَسَمِعَ مِنْ أَقْوَامٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا مَالِكُ، إِنَّ هَؤْلاَءِ الأَقْوَامَ مَلُّوا الْعِبَادَةَ، وَأَبْغَضُوا الْوَرَعَ، وَوَجَدُوا الْكَلاَمَ أَخَفَّ عَلَيْهِمْ مِنَ الْعَمَلِ.
216 - وَحُدِّثْتُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يُحَدِّثُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لاَ فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ، وَلاَ مَالَ أَعُودُ مِنَ الْعَقْلِ، وَلاَ عُبَادَةَ كَالتَّفَكُّرِ، وَلاَ حُسْنَ كَحُسْنِ الْخَلْقِ، وَلاَ وَرَعَ كَالْكَفِّ.
217 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو طَاهِرٍ زُرَارَةُ بْنُ عُمَارَةَ الدَّرامِيُّ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ فِي طَرِيقِ الشَّامِ إِذْ أَتَيْنَا عَلَى رَاهِبٍ فِي صَوْمَعَةٍ، فَقُلْنَا لَهُ: أَوْصِنَا. قَالَ: نِعْمَ رَفِيقُ الْمَرْءِ وَرَعُهُ لاَ يُسْلِمُهُ وَلاَ يُورِطُهُ. قُلْنَا: زِدْنَا. قَالَ: الْمَحْمُودُ مِنَ الْعَاقِبَةِ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ فِي الْعَاجِلَةِ.
218 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: أَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ شَدَّادٍ قَوْلَهُ:
الْمَرْءُ يَزْرِي بِلُبِّهِ طَمَعُهُ ... وَالدَّهْرُ قَدَرٌ كَثِيرَةٌ خِدَعُهُ
وَالنَّاسُ إِخْوَانُ كُلِّ ذِي نَشَدٍ ... قَدْ خَابَ عَبْدٌ إِلَيْهِمُ ضَرَعُهُ
وَالْمَرْءُ إِنْ كَانَ عَاقِلاً وَرِعًا ... أَخْرَسَهُ عَنْ عِيوُبِهِمْ وَرَعُهُ
كَمَا الْمَرِيضُ السَّقِيمُ يَشْغَلُهُ ... عَنْ وَجَعِ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَجَعُهُ.

الصفحة 540