كتاب الورع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

219 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ أَعْرِضُ عَلَى عُمَرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كُتُبِي فِي كُلِّ جُمُعَةٍ، فَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ فَأَخَذَ مِنْهَا قِرْطَاسًا قَدْرَ أَرْبَعِ أَصَابِعَ، فَكَتَبَ فِيهِ حَاجَةً قَالَ: فَقُلْتُ: غَفَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَرْسَلَ مِنَ الْغَدِ: أَنْ جِئْنِي بِكُتُبِكَ. قَالَ: فَجِئْتُ بِهَا فَبَعَثَنِي فِي حَاجَةٍ، فَلَمَّا جِئْتُ قَالَ لِي: مَالَنَا أَنْ نَنْظُرَ فِيهَا؟. قُلْتُ: إِنَّمَا نَظَرْتَ فِيهَا أَمْسِ. قَالَ: فَاذْهَبْ أَبْعَثُ إِلَيْكَ، فَلَمَّا فُتِحَتُ كُتُبِي وَجَدْتُ فِيهَا قِرْطَاسًا قَدْرَ الْقِرْطَاسِ الَّذِي أَخَذَ.
220 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَصْنَعُ طَعَامًا لِمَنْ يَحْضُرُهُ، فَكَانَ لاَ يَأْكُلُ مِنْهُ، فَكَانُوا لاَ يَأْكُلُونَ، فَقَالَ: مَا شَأْنُهُمْ لاَ يَأْكُلُونَ؟ قَالُوا: إِنَّكَ لاَ تَأْكُلُ فَلاَ يَأْكُلُونَ. قَالَ: مَا يَوْمٌ بِدِرْهَمَيْنِ مِنْ صُلْبِ مَالِهِ يُنْفِقَانِ فِي الْمَطْبَخِ ثُمَّ أَكَلَ وَأَكَلُوا.
221 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يُسَخَّنُ لَهُ الْمَاءُ فِي مَطْبَخِهِ فَقَالَ لِصَاحِبِ الْمَطْبَخِ: أَيْنَ يُسَخَّنُ هَذَا الْمَاءُ؟ قَالَ: فِي الْمَطْبَخِ. قَالَ: انْظُرْ مُنْذُ كَمْ تُسَخِّنُهُ فِي الْمَطْبَخِ فَأَخْبِرْنِي بِهِ؟. قَالَ: مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: انْظُرْ مَا ثَمَنُ ذَلِكَ الْحَطَبِ؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا. فَأَخَذَهُ عُمَرُ فَأَلْقَاهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ.

الصفحة 541