كتاب اليقين لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
16 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ, عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَا أَيْقَنَ عَبْدٌ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ حَقَّ يَقِينِهِمَا إِلاَّ خَشَعَ وَوَجِلَ, وَذَلَّ وَاسْتَقَامَ, وَاقْتَصَرَ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ.
17 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ, قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ بَكْرٍ السَّعْدِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنِي مُرَجَّى بْنُ وَدَاعٍ الرَّاسِبِيُّ, عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَبِيبٍ, قَالَ: رَأَى رَجُلٌ عَبْدَ اللهِ بْنَ غَالِبٍ فِيمَا يَرَى قَالَ: يَا أَبَا فِرَاسٍ, مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَيْرَ الصَّنِيعِ, قَالَ: إِلاَمَ صِرْتَ؟ قَالَ: إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ: ثُمَّ قَالَ: بِحُسْنِ الْيَقِينِ وَطُولِ التَّهَجُّدِ.
18 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ, عَنْ مُوسَى بْنِ عِيسَى, قَالَ: اجْتَمَعَ حُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِي, وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ, وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ, فَتَذَاكَرُوا الْفَقْرَ وَالْغِنَى, وَسُلَيْمَانُ سَاكِتٌ فَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْغَنِيُّ مَنْ كَانَ لَهُ بَيْتٌ يُكِنُّهُ, وَثَوْبٌ يَسْتُرُهُ, وَسَدَادٌ مِنْ عَيْشٍ يَكِفُّهُ عَنْ فُضُولِ الدُّنْيَا, وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْغَنِيُّ مَنْ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى النَّاسِ, فَقِيلَ لِسُلَيْمَانَ مَا تَقُولُ أَنْتَ يَا أَبَا أَيُّوبَ؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ جَوَامِعَ الْغِنَى فِي التَّوَكُّلِ, وَرَأَيْتُ جَوَامِعَ الشَّرِّ مِنَ الْقُنُوطِ, وَالْغَنِيُّ حَقَّ الْغِنَى, مَنْ أَسْكَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ مِنْ غِنَاهُ يَقِينًا, وَمِنْ مَعْرِفَتِهِ تَوَكُّلاً, وَمِنْ عَطَايَاهُ وَقَسْمِهِ رِضًى, فَذَاكَ الْغَنِيُّ حَقَّ الْغِنَى وَإِنْ أَمْسَى طَاوِيًا وَأَصْبَحَ مُعْوِزًا. فَبَكَى الْقَوْمُ جَمِيعًا مِنْ كَلاَمِهِ.
19 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى, حَدَّثَنَا وَكِيعٌ, عَنْ سُفْيَانَ, عَنْ طَارِقٍ, عَنْ سَالِمٍ: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيكَ الْيَقِينُ} (الحجر) قَالَ: الْمَوْتُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مِنْ ضَعْفِ الْيَقِينِ تَدْخُلُ الآفَةُ عَلَى الْمُرِيدِينَ, وَبِقُوَّةِ الْيَقِينِ وَصِدْقِ الْمُطَالَبَةِ يَكُونُ الْجِدُّ وَالِاجْتِهَادُ, وَبِصِدْقِ الْخَوْفِ وَالْحَذَرِ تَسْلُو النَّفْسُ عَنِ الشَّهَوَاتِ.
21 - قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ, حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ, حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجَدَلِيُّ, قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ لاَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى يَقُولَ: اللَّهُمَّ هَبْ لَنَا يَقِينًا بِكَ حَتَّى تَهُونَ عَلَيْنَا مُصِيبَاتُ الدُّنْيَا, وَحَتَّى نَعْلَمَ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُنَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَنَا عَلَيْنَا, وَلاَ يَأْتِينَا مِنْ هَذَا الرِّزْقِ إِلاَّ مَا قَسَمْتَ بِهِ.
الصفحة 551
595