كتاب مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

104 - حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا نعيم بن مورع حدثنا هشام بن حسان قال بينا نحن عند الحسن البصري إذ أتاه رجل فقال يا أبا سعيد إن الناس يزعمون أنك تنقص عليا عليه السلام فقال رحم الله عليا إن عليا كان سهما لله عز وجل في أعدائه وكان في محلة العلم أشرفها وأقربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رهباني هذه الأمة لم يكن لمال الله عز وجل بالسروقة ولا في أمر الله عز وجل بالنؤومة أعطى القرآن عزائمه فيما عليه وله فكان منه في رياض مونقة وأعلام بينة ذلك علي يا لكع.
105 - حدثني أبو علي أحمد بن الحسن الضرير هشام بن محمد عن الوليد بن وهب الحارثي عن يزيد بن عمرو التميمي قال لما توفي علي بن أبي طالب عليه السلام قام رجل من بني تميم كان على حرمه في مسجد الكوفة بعد ما صلوا عليه فقال رحمك الله يا أمير المؤمنين فلئن كان حياتك مفتاح خير ومغلاق شر وكنت للناس علما منيرا يعرف به الهدى من الضلالة والخير من الشر إن وفاتك لمفتاح شر ومغلاق خير وإن فقدانك لحسرة وندامة ولو أن الناس قبلوك بقبولك لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ولكنهم اختاروا الدنيا على الآخرة فأصبحو بعدك حيارى في سبل المطالب قد غلب عليهم الشقاء والداء العياء فهم ينتقضونها كما ينقض الحبل مريرته فتبا لهم خلقا تقبلوا سحقا وباعوا كثيرا بقليل وجزلا بيسير فكرم الله مآبك وضعف ثوابك وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
106 - حدثني عبد الرحمن بن صالح حدثنا إبراهيم بن هراسة عن محمد بن سلمة النصيبي قال قالت أم [الهيثم بنت] العريان حين قتل علي بن أبي طالب عليه السلام
ألا عيني فاحتفلا سنينا ... وبكينا أمير المؤمنينا
ألا يا خير من ركب المطايا ... وذللها ومن ركب السفينا
يقيم الحد لا يرتاب فيه ... ويقضي بالفرائض مستبينا
كأن الناس مذ فقدوا عليا ... نعام جال في بلد سنينا
فلا تشمت معاوية بن حرب ... فإن بقية الخلفاء فينا
وكنا قبل مقتله بخير ... نرى مولى رسول الله فينا

الصفحة 58