كتاب الحلم لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

85 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ شَفِيعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ كَلْبًا فَاتَّقِهِ, لاَ يَتَّصِلَنَّ بِكَ شَرُّهُ.
86 - وَأَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي هَذَا الْمَعْنَى:
لَكَلْبُ الإِنْسِ إِنْ فَكَّرْتَ فِيهِ ... أَضَرُّ عَلَيْكَ مِنْ كَلْبِ الْكِلاَبِ
لأَنَّ الْكَلْبَ لاَ يُؤْذِي صَدِيقًا ... وَإِنَّ صَدِيقَ هَذَا فِي عَذَابِ.
87 - وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ، قَالَ: أَنْشَدَنِي الْوَقَّاصُ, قَالَ: أَنْشَدَنِي الْعَلاَءُ بْنُ الْمِنْهَالِ الْغَنَوِيُّ:
وَكَلْبٍ مَلأَ فَاهُ مِنْ مِئْزَرِي ... فَلَمْ أَرْفَعِ الذَّيْلَ مِنْ عَضِّهِ
لأَنَّ اللَّئِيمَ إِذَا هِجْتَهُ ... سَيَرْضَى بِعِرْضِكَ مِنْ عِرْضِهِ.
88 - وَأَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
شَبَّهْتُهُ بِالْكَلْبِ ثُمَّ وَجَدْتُهُ ... أَقَلَّ حِفَاظًا لِلصَّدِيقِ مِنَ الْكَلْبِ
مَتَى يَعْرِفِ الْكَلْبُ امْرَأً لاَ يَضُرَّهُ ... وَصَاحِبُ هَذَا فِي عَنَاءٍ مِنَ الْحُبِّ.
89 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: ظِلُّ الْحَلِيمِ كِهَانَةٌ.
90 - وَقَالَ أَوْسُ بْنُ حُجْرٍ:
الأَلْمَعِيُّ الَّذِي يَظُنُّ بِكَ الظَّنَّ ... كَانَ قَدْ رَأَى وَقَدْ سَمِعَا.
91 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ لَمْ يَنْفَعْكَ ظَنُّهُ, لَمْ تَنْفَعْكَ نَفْسُهُ, وَقَالَ بعض الحكماء: لا ينفع بعقله من لم ينتفع بظنه, وقال:
رَأَيْتُ أَبَا الْوَلِيدِ غَدَاةَ جَمْعٍ ... بِهِ شَيْبٌ وَقَدْ قَعَّدَ الشَّبَابَا
وَلَكِنْ تَحْتَ هَذَا الشَّيْبِ رَأْيٌ ... إِذَا مَا ظَنَّ أَمْرَضَ أَوْ أَصَابَا.

الصفحة 580