كتاب مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

62 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: الْمُؤْمِنُ كَرِيمٌ فِي كُلِّ حَالَةٍ، لاَ يُحِبُّ أَنْ يُؤْذَى جَارُهُ، وَلاَ يَفْتَقِرَ أَحَدٌ مِنْ أَقْرِبَائِهِ, قَالَ: ثُمَّ يَبْكِي مَالِكٌ وَيَقُولُ: وَهُوَ وَاللَّهِ مَعَ ذَلِكَ غَنِيُّ الْقَلْبِ لاَ يَمْلِكُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا، إِنْ أَزَلْتَهُ عَنْ دِينِهِ لَمْ يَزُلْ، وَإِنْ خَدَعْتَهُ عَنْ مَالِهِ انْخَدَعَ، لاَ يَرَى الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ عِوَضًا، وَلاَ يَرَى الْبُخْلَ مِنْ الْجُودِ حَظًّا، مُنْكَسِرُ الْقَلْبِ، ذُو هُمُومٍ قَدْ تَفَرَّدَ بِهَا، مُكْتَئِبٌ مَحْزُونٌ لَيْسَ لَهُ فِي فَرَحِ الدُّنْيَا نَصِيبٌ، إِنْ أَتَاهُ مِنْهَا شَيْءٌ فَرَّقَهُ، وَإِنْ زُوِيَ عَنْهُ كُلُّ شَيْءٍ فِيهَا لَمْ يَطْلُبْهُ، قَالَ: ثُمَّ يَبْكِي وَيَقُولُ: هَذَا وَاللَّهِ الْكَرَمُ هَذَا وَاللَّهِ الْكَرَمُ.
63 - حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ السَّعْدِيُّ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمَّازٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَا أَكْرَمَ الْعِبَادُ أَنْفُسَهُمْ بِمِثْلِ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلاَ أَهَانَ الْعِبَادُ أَنْفُسَهُمْ بِمِثْلِ مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
64 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: خَلَّتَانِ مَنْ أَخْبَرَكَ أَنَّ الْكَرَمَ إِلاَّ فِيهِمَا فَكَذِّبْهُ، إِكْرَامُكَ نَفْسَكَ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِكْرَامُكَ نَفْسَكَ عَنْ مَعَاصِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
65 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِحَاتِمِ طَيِّئٍ: كَيْفَ تَجِدُ الْبُخْلَ مِنْ قَلْبِكَ؟ قَالَ: إِنِّي لأَجِدُ مِنْهُ مَا يَجِدُ الرَّجُلُ الْمِسِّيكُ، وَلَكِنِّي أَحْمِلُ نَفْسِي عَلَى خِطَطِ الْكِرَامِ.

الصفحة 84