كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

قوله: "وما صدت بكلبك" الذي هو غير معلم.
"فأدركت ذكاته فكل"؛ لأنه ليس للكلب فيه إلاّ إمساكه, فهو كما لو أمسكه إنسان وأعطاه إياه فذكَّاه.
قوله: "أخرجه الخمسة".
الثالث: حديث (أبي ثعلبة) أيضاً.
3 - وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذاَ رَمَيتَ بِسَهْمِكَ فَغَابَ عَنْك فَأَدْرَكْتَهُ فَكُلهُ مَا لَمْ يُنْتِنْ". أخرج مسلم (¬1) وأبو داود (¬2) والنسائي (¬3). [صحيح]
قوله: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا رَمَيْتَ بسهمك فغاب عنك" أي: المرمى.
"فأدركت" بعد غيبته عنك. "فكله ما لم ينتن" بتغير بجيافة ونحوها، قيل: أن النهي عن أكل المنتن للتنزيه (¬4)، لا للتحريم، وكذا سائر اللحوم والأطعمة المنتنة يكره أكلها، ولا تحرم إلاّ أن يخاف منها الضرر.
قلت: لعلَّ قرينه حمل النهي على التنزيه. حديث أنه - صلى الله عليه وسلم - "أكل إهالة سنخة" (¬5) أي: منتنة.
¬__________
(¬1) في صحيحه رقم (9/ 1931).
(¬2) في "السنن" رقم (2861).
(¬3) في "السنن" (4303) وأخرجه أحمد (4/ 194) وهو حديث صحيح.
(¬4) قاله النووي في "شرحه لصحيح مسلم" (13/ 81).
(¬5) يشير إلى الحديث الذي أخرجه البخاري رقم (2069) والترمذي رقم (1215)، والنسائي رقم (4624) وأحمد (3/ 133، 180) عن أنس - رضي الله عنه - أنه مشى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بخبر شعير، وإهالة سنخة ... ".
• كل شيء من الأوهان، مما يؤتدم به إهالة، وقيل: هو ما أذيب من الألية والشحم، وقيل: الدَّسم الجامد، والشخنة المتغيرة الريح.
"النهاية" (1/ 92) "الفائق" للزمخشري (1/ 67).

الصفحة 10