كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

وقال الشيخ ولي الدين: المراد "فليرتد لبوله" مكاناً ليناً مثل ما فعلت، فحذف المفعول للفهم به.
قلت: زاد أبو داود (¬1) "موضعاً" بعد يرتد لبوله، وحذفه المصنف وابن الأثير (¬2)، أيضاً.
قوله: "أخرجه أبو داود".
قلت: قال ابن الأثير (¬3): بعد نسبته إلى أبي داود، إنه أخرجه عن أبي التَّيَّاح، عن شيخ، ولم يسمه. انتهى.
يريد أنَّ فيه مجهولاً، ثم ذكر الفرع الثاني في الإبعاد، وذكر حديث المغيرة وغيره.
الثاني: حديث (المغيرة بن شعبة).
2 - وعن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: كانَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذَا أَتَى لِحَاجَتِهِ أَبْعَدَ في المَذْهَبِ. أخرجه أصحاب السنن (¬4)، وصححه الترمذي (¬5). [صحيح لغيره]
"قال: كان [240 ب] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى لحاجته أبعد في المذهب".
المراد "بحاجته" الغائط إذ قد بال قريباً، كما تقدم، وورد أنه بال مستتراً (¬6) برحل،
¬__________
(¬1) في "السنن" رقم (3).
(¬2) في "الجامع" (7/ 114).
(¬3) في "الجامع" (7/ 114).
(¬4) أخرجه أبو داود رقم (11)، والترمذي رقم (20)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي رقم (17)، وابن ماجه رقم (321)، وهو حديث صحيح لغيره.
(¬5) في "السنن" (1/ 32).
(¬6) عن عبد الله بن جعفر قال: "كان أحب ما استتر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاجته هدف أو حايش نخل".
أخرجه أحمد (1/ 204)، ومسلم رقم (79/ 342)، وابن ماجه رقم (340) وهو حديث صحيح.

الصفحة 102