كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

قوله: "وعن مروان (¬1) الأصفر" هو أبو خليفة البصري، قيل: اسم أبيه خاقان؟ وقيل: سالم، ثقة من الرابعة.
"قال: رأيت ابن عمر - رضي الله عنهما - أناخ راحلته مستقبل القبلة, ثم جلس يبول إليها، فقلت له: أبا عبد الرحمن أما قد نهى عن هذا؟ قال: بلى، إنما نُهي عن ذلك في الفضاء"، بالمد: الأرض الواسعة.
"فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس"، قال في المحكم (¬2): البأس الحرب ثم كثر حتى قيل: لا بأس عليك، أي: لا خوف عليك.
قال الشيخ ولي الدين: فقوله: فلا بأس أي: فلا خوف عليك من ارتكاب ذلك، فإنه جائز (¬3).
قال الخطابي (¬4): هذا أولى ما يذهب إليه؛ لأن فيه جمعاً بين الأخبار المختلفة واستعمالها على وجوهها كلها، وفي قول أبي أيوب: تعطيل لبعض الأخبار وإسقاط له، قال: والمعنى في ذلك أنّ
¬__________
= قال ابن حجر في "التقريب" رقم (1240): "صدوق يخطئ، ورمي بالقدر وكان يُدلس"، وفي هذا الحديث قد عنعن، فيكون هذا الإسناد ضعيف.
وأخرجه الحاكم (1/ 154)، وقال: صحيح على شرط البخاري، ووافقه الذهبي، قلت: الحسن بن ذكوان إنما أخرج له البخاري متابعة, وقد صرح الحسن بن ذكوان هنا بالتحديث فانتفت علة التدليس.
وقد حسنه النووي في "الخلاصة" (1/ 154). وهو حديث حسن.
(¬1) انظر: "التقريب" رقم (1240).
(¬2) "المحكم والمحيط الأعظم" لابن سيده (ت: 458 هـ) (8/ 561).
(¬3) انظر: "فتح الباري" (1/ 245).
(¬4) في "معالم السنن" (1/ 19 - مع السنن).

الصفحة 112