كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

"السُّبَاطَة" (¬1): الكناسة والزبالة.
قال الخطابي (¬2): وسبب بوله - صلى الله عليه وسلم - قائماً مرض اضطره إليه.
"وَالانْتِبَاذُ": الانفراد والاعتزال ناحية (¬3): وإدناؤه (¬4) إليه ليستتر به عن المارَّة.
قوله: "وفي رواية عن أبي وائل (¬5) " هو شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفي، ثقة، مخضرم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز.
"قال: كان أبو موسى" أي: الأشعري الصحابي.
(يشدد في البول ويبول قاعداً في قارورة)
قوله: "قال حذيفة" أي: ابن اليمان.
(وددت أن صاحبكم) يعني: أبا موسى، والخطاب لأبي وائل.
"لا يشدد" في البول.
"هذا التشديد" بحيث يبول قاعداً في قارورة يريد، فإنه خلاف السنة، واستدل له بقوله: "لقد رأيتني" رأيت نفسي.
"أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نتماشى، فأتى سُبَاطة قوم خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال" أي: قائماً، والقائم يتعرض لرشاش البول، فلم يلتفت - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا الاحتمال، ولم يتكلف البول في قارورة، واختلف العلماء فيما يتطاير إلى البائل مثل رؤوس الإبر من البول، فقال مالك (¬6):
¬__________
(¬1) تقدم شرحها.
(¬2) في "معالم السنن" (1/ 27 - مع السنن".
(¬3) ذكره ابن الأثير في "غريب الجامع" (7/ 127).
(¬4) انظر: "فتح الباري" (1/ 329).
(¬5) انظر: "التقريب" (1/ 354 رقم 96).
(¬6) انظر: "التقريب" (1/ 354 رقم 96).

الصفحة 117