كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

يغسله استحباباً، وقال الشافعي (¬1): يغسله وجوباً، وسهل أبو حنيفة (¬2) كما في سائر النجاسات، وقال النووي (¬3): كانوا يرخصون في القليل من البول.
قال ابن حبان: إنما بال قائماً؛ لأنه لم يجد مكاناً يصلح للقعود، فقام لكون الطرف الذي يليه من السُباطة رخوة يتخللها [246 ب] البول، فلا يرتد إلى البائل منه شيء.
وقيل: إنما بال قائماً؛ لأنها حالة يؤمن معها خروج الريح بصوت، فقبل ذلك لكونه قريباً من الديار (¬4).
وقيل: إنما فعل ذلك لجرح كان بمأبطه، ففي بعض الروايات عند الحاكم (¬5) وغيره (¬6): "من وجع كان بمأبطه" (¬7) وهو بهمزة ساكنة، فموحدة ومعجمة، عرق في باطن الركبة.
ولو (¬8) صحَّ هذا لكان يغني عن جميع ما تقدم، لكن ضعفه (¬9) الدارقطني والبيهقي.
والأظهر أنه جعل ذلك لبيان (¬10) الجواز، وكان أكثر أحواله البول من قعود.
¬__________
(¬1) انظر: "مدونة الفقه المالكي وأدلته" (1/ 87).
(¬2) انظر: "البيان" للعمراني (1/ 213)، "المجموع شرح المهذب" (2/ 100)، انظر: "البناية في شرح الهداية" (1/ 757).
(¬3) انظر: "البناية في شرح الهداية" (1/ 757).
(¬4) انظر: "فتح الباري" (1/ 330).
(¬5) في "المستدرك" (1/ 182) وقال: هذا حديث صحيح تفرد به حمَّاد بن غسان، ورواته كلهم ثقات، وتعقبه الذهبي بقوله: حمَّاد ضعفه الدارقطني.
(¬6) كالبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 101) وهو حديث ضعيف.
(¬7) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (1/ 31).
(¬8) قاله الحافظ في "الفتح" (1/ 330).
(¬9) وهو حديث ضعيف.
(¬10) انظر: "شرح السنة" (1/ 387)، "فتح الباري" (1/ 330).

الصفحة 118