كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

"الجَفاَء": خلاف البر واللطف.
قوله: "وضعف الرواية الأولى" أي: التي فيها قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تبل قائماً"؛ قال أبو عيسى (¬1): وإنما وقع هذا الحديث من رواية عبد الكريم (¬2) بن أبي المخارق، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعَّفه أيوب السختياني وتكلم فيه.
قوله: "قال الترمذي" وهذا كلامه إلى قوله: قائماً، وتفسير الجفاء من كلام المصنف.
قلت: وكأن حمل الترمذي على ذلك؛ لثبوت أنه - صلى الله عليه وسلم - بال قائماً.
قوله: "أخرجه الترمذي".
الثالث عشر: حديث (عائشة - رضي الله عنها -).
13 - وعن عائشة - رضي الله عنها -: أنَّها كانَتْ تَقُولُ: مَنْ حَدَّثَكمْ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَبُولُ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقُوهُ مَا كَانَ يَبُولُ إِلَّا قَاعِدًا. أخرجه الترمذي (¬3) والنسائي (¬4). [صحيح]
¬__________
= أمَّا الموقوف: فأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 285) عن قتادة عن ابن بريدة عن ابن مسعود أنه كان يقول: "أربع من الجفاء: أن يبول قائماً، وصلاة الرجل والناس يمرون بين يديه, وليس بين يديه شيء يستره، ومسح الرجل التراب على وجهه وهو في صلاته، وأن يسمع المؤذي فلا يجيبه في قوله".
وقال: "وكذلك رواه الجريري عن ابن بريدة عن ابن مسعود".
قلت: فهو عنه صحيح موقوفاً.
وأمَّا المرفوع: فقد أخرجه البزار في "مسنده" رقم (547 - كشف)، والبخاري في "تاريخه" (2/ 1/ 56)، والطبراني في "الأوسط" رقم (5998)، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 83)، وقال رواه البزار والطبراني في "الأوسط"، ورجاله البزار رجال الصحيح اهـ. وهو حديث ضعيف, والله أعلم.
(¬1) في "السنن" (1/ 17).
(¬2) انظر: "تهذيب التهذيب" (2/ 603 - 604).
(¬3) في "السنن" رقم (12).
(¬4) في "السنن" رقم (29). =

الصفحة 120