كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

وقال النووي (¬1): المراد أنهم كرهوا ذلك، وزعموا أن شهامة الرجال لا تقتضي التستر على ما كانوا عليه في الجاهلية، ويؤيده ما في رواية البغوي في معجمه، فإن في لفظه: "كما تبول المرأة وهو قاعد" وفي معجم الطبراني: "وهو جالس كما تبول المرأة".
قوله: "أخرجه أبو داود والنسائي" وكان عليه أن يقول: واللفظ له؛ لأنّ في ألفاظ (¬2) أبي داود مخالفة كما قدمنا.
السادس عشر: حديث (أبي سعيد - رضي الله عنه -):
16 - وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لاَ يَخْرُجِ الرَّجُلانِ يَضْرِبَانِ الغَائِطَ كَاشِفَيْنِ عَنْ عَوْرَتِهِمَا يَتَحَدَّثَانِ، فَإِنَّ الله تَعَالَى يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ". أخرجه أبو داود (¬3). [ضعيف]
"يَضْرِبَانِ" أي: يقصدان الخلاء.
¬__________
(¬1) في "شرح صحيح مسلم" (3/ 166 - 167).
(¬2) انظر: "جامع الأصول" (7/ 129 - 132).
(¬3) في "السنن" رقم (15).
وأخرجه أحمد (3/ 36)، وابن ماجه رقم (342)، والبغوي في "شرح السنة" رقم (190)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 99 - 100)، والحاكم في "المستدرك" (1/ 157 - 158)، وابن خزيمة في صحيحه رقم (71) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 46).
قال أبو داود: هذا لم يسنده إلا عكرمة بن عمَّار.
وقال الألباني في "تمام المنة": الحديث ضعيف لا يصح إسناده وله علتان.
الأولى: طعن العلماء في رواية عكرمة بن عمَّار عن يحيى بن أبي كثير.
الثانية: أن هلال بن عياض في عداد المجهولين. اهـ.
وهو حديث ضعيف, والله أعلم.

الصفحة 124