قال (¬1): وحكم النسائي (¬2) عليه بأنه غير محفوظ أصوب، فإنه شاذ في الحقيقة إذ الذي تفرد به من شرط الصحيح، لكنه بالمخالفة صار حديثه شاذاً.
ثم قال: إنّ مُتَابِعَهُ يحيى بن المتوكل عن ابن جريج، قال ابن معين: أنه لا يعرفه، أي: أنه مجهول العدالة، وذكره ابن حبان في "الثقات" (¬3).
وأطال ابن حجر في الكلام، ذكره في نكته (¬4) على ابن الصلاح.
الخامس والعشرون:
25 - وعنه - رضي الله عنه -: أَنَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذَا دَخَلَ الخَلاَءَ قَالَ: "اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبْثِ وَالخَبَائِثِ". أخرجه أبو داود (¬5). [صحيح]
¬__________
= الخلاء، فهذا هو الذي حكم لأجله هؤلاء الحفاظ بنكارة الحديث وشذوذه والمصحح له لما لم يمكنه دفع هذه العلة حكم بغرابتها لأجلها، فلو لم يكن مخالفاً لرواية من ذكر فما وجه غرابته؟ ولعل الترمذي موافق للجماعة فإنه صححه من جهة السند لثقة الرواة واستغرابه لهذه العلة، وهي التي منعت أبا داود من تصحيح متنه، فلا يكون بينهما اختلاف، بل هو صحيح السند لكنه معلول، والله أعلم.
(¬1) ابن حجر في "التلخيص" (1/ 190).
(¬2) في "السنن" (8/ 178).
(¬3) (7/ 612).
(¬4) (2/ 617 - 618).
(¬5) في "السنن" رقم (4، 5).
وأخرجه أحمد (3/ 99، 101، 282)، والبخاري رقم (142، 6322)، ومسلم رقم (122/ 375)، والترمذي رقم (5، 6)، والنسائي في "المجتبى" رقم (19)، وفي "عمل اليوم والليلة" رقم (74)، وابن ماجه رقم (298)، وابن حبان رقم (1407)، وابن الجارود في "المنتقى" رقم (28)، وأبو عوانة (1/ 216)، وابن أبي شيبة (1/ 1)، والبغوي في "شرح السنة" (1/ 376 رقم 186)، والبخاري في "الأدب" رقم (692)، والدارمي (1/ 171)، والبيهقي (1/ 95)، من طرق وهو حديث صحيح.