كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

"قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بال يتوضأ وينضح" وفي لفظ (¬1) لأبي داود: "بال ثم نضح فرجه".
قوله: "أخرجه أبو داود وهذا لفظه والنسائي" [256 ب].
قلت: إلاّ أنّه حديث مضطرب، وقد روى له الترمذي (¬2) شاهداً غريباً من غير هذه الطريق، ولكنه من طريق الحسن بن علي الهاشمي وهو ضعيف.
وقد اختلف أيضاً في سماع الثقفي راوي الحديث، الذي في المتن، فمنهم من قال: لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال الحافظ المنذري (¬3): واختلف في سماع الثقفي هذا من النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال النَّمري (¬4): له حديث واحد في الوضوء، وهو مضطرب الإسناد. انتهى.
قلت: وفي "الإصابة" (¬5): قال أبو زرعة وإبراهيم (¬6) الحربي له صحبة، وروى حديثه أصحاب السنن في النضح بعد الوضوء، وقال البخاري (¬7) وأحمد: ليست للحَكم صحبة، ثم نقل أقوالاً أفادت الاضطراب في اسمه وفي صحبته.
¬__________
(¬1) في "السنن" رقم (167).
(¬2) في "السنن" رقم (50) وسيأتي.
(¬3) في "مختصر السنن" (1/ 126).
(¬4) هو أبو عمر يوسف بن عبد البر النَّمري حافظ المغرب.
(¬5) (2/ 89 - 90 رقم 1783).
(¬6) ذكره ابن حجر في "الإصابة" (2/ 90).
(¬7) انظر: "التقريب" (1/ 190 رقم 482).

الصفحة 144