"سُبُحَاتُ (¬1) وَجْهِ الله (¬2) " أنوارهُ: أي لو انكشف من أنوار الله التي تَحجُبُ العبادَ عنهُ شيءٌ لأهلك كُلَّ من وقع عليهِ ذلك النوُرُ كما خرَّ موسى - عليه السلام - صَعِقاً، وتقطعَ الجبلُ دكا لما تجلى الله - سبحانه وتعالى -.
قوله: "بخمس كلمات" أي: جُمل.
¬__________
(¬1) السبحات: النور والجلال والبهاء.
قال الهروي في "الغريبين" (3/ 855): "سُبُحَات وجهه نور وجهه".
وقال الفراهيدي في كتاب العين (ص 405) سُبحتةُ وجهه هي نور وجهه وجلاله.
انظر: "غريب الحديث" للخطابي (1/ 685). مجموع فتاوى (5/ 74) "المجموع المغيث" (2/ 49).
(¬2) (وجهه) الوجه صفة ذاتية خبرية لله عز وجل ثابتة بالكتاب والسنة:
الدليل من الكتاب: قوله تعالى: {وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ} [البقرة الآية: 272].
وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ} [الرعد الآية: 22].
الدليل من السنة:
• ما أخرجه البخاري رقم (3150)، ومسلم رقم (1062) من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - لما قسم النبي - صلى الله عليه وسلم -، الغنائم يوم حنين، وقال رجل: والله إن هذه قسمة ما عدل فيها، وما أريد فيها وجه الله ... ".
• وما أخرجه البخاري رقم (6733)، ومسلم رقم (1628) من حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: " ... إنك لن تخلَّف فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله، إلا ازددت به درجة ورفعة ... ".
قال ابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/ 25) بعد أن أورد جملة من الآيات تثبت صفة الوجه لله تعالى: "فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن والعراق والشام ومصر، مذهبنا: أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه، نقر بذلك بألسنتنا، ونصدق ذلك بقلوبنا، من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين، عز ربنا عن أن يشبه المخلوقين، وجلَّ ربنا عن مقاله المعطلين.
انظر: "الحجة" (1/ 199) "كتاب التوحيد" لابن منده (3/ 36) مما تقدم تعلم أن عود الضمير في وجهه إلى الله عز وجل.