كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

الأولى: قوله: "إن الله لا ينام" قال تعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (¬1).
والثانية: "ولا ينبغي له" أي: لا يصح ولا يتصور أن ينام، قالوا: النوم استراحة القوى والحواس، ومن كان بريئاً من ذلك، ولا يشغله شأن عن شأن لا ينبغي له أن ينام.
الثالثة: "يخفض القسط" أي: الميزان سمي بذلك؛ لأن القسط العدل، وبالميزان يقع العدل، والمراد يخفض الميزان.
"ويرفعه" بما يوزن من أعمال العباد المرتفعة ويوزن من أرزاقهم النازلة إليهم.
وقيل: المراد بالقسط الرزق الذي قُسط لكل مخلوق، يخفض فيقتره ويرفع فيوسعه.
الرابعة: "يُرفع إليه عمل الليل" أي: أعمال عباده.
"قبل عمل النهار" وذلك لأن الليل خلق قبل النهار، ولذا يقدمه الله في الآيات: {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَار} (¬2)، {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَة} (¬3).
"وعمل النهار" الذي بعد ذلك الليل، "قبل عمل الليل".
الخامسة: قوله: "حجابه النور" وفي رواية "النار" الحجاب (¬4): المنع والستر وحقيقته إنما تكون للأجسام، والله منزه عن ذلك، والمراد هنا: المانع عن رؤيته، ويسمى ذلك المانع ناراً ونوراً؛ لأنهما يمنعان من الإدراك بشعاعهما.
قوله: "لو كشفه لأحرقت سُبُحات" (¬5) بضمتين، هي نور، (وجهه) وجلاله وبهائه.
¬__________
(¬1) سورة البقرة الآية: 255.
(¬2) سورة البقرة الآية: 164، آل عمران الآية: 190، يونس الآية: 6.
(¬3) سورة الفرقان الآية: 62.
(¬4) تقدم معناها.
(¬5) تقدم معناها.

الصفحة 23