"الثِّيابُ الرَّثّةُ" (¬1) الخلقة الرديئة.
"قال: قلت: يا رسول الله الرجل أمُّر به في طريقي فلا يُقْرِيني ثم يمر بي" مجتازاً كما مررت به.
"أفأجازيه" بأن لا أُقريه.
"قال: بل أقْرِهِ" فيه دليل أنه لا يجازي المسيء بالإساءة. بمثل ما أساء به، وأنه يخص من قوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} (¬2) ومثل، {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} (¬3) ويحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - حثه على الإحسان إلى من أساء إليه، دلالة على مكارم الأخلاق، وإن كان جائزاً له مجازاته.
قوله: "ورآني رث الثياب" في "القاموس" (¬4): الرث البالي، ويأتي تفسير المصنف لها.
"فقال: هل لك من مال" كأنه حين رآه رث الثياب ظنَّ أنه لفقره، فسأله.
"فقال: من كل المال قد أعطاني الله من الإبل والغنم" وكانا أعز المال عند العرب.
¬__________
= وأخرجه أحمد في "المسند" (3/ 473، 474)، وأبو داود رقم (4063)، والنسائي في "السنن" رقم (5223, 5224، 5294)، والطبراني في "الكبير" رقم (610، 612، 613، 615 - 621)، والبيهقي في "الشعب" رقم (6199) في "السنن الكبرى" (10/ 10)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (20513)، والطحاوي في "شرح مشكل الأثار" رقم (3043)، والبغوي في "شرح السنة" رقم (3118)
من طرق وهو حديث صحيح.
(¬1) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (1/ 634).
(¬2) سورة الشورى الآية: 40.
(¬3) سورة النحل الآية: 126.
(¬4) "القاموس المحيط" (ص 217).