كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

أخرجه الأربعة (¬1). [صحيح]
"قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه آله وسلم فقال: إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء". الحلو.
"فإن توضأنا به عطشنا" لقلته، يستغرقه الوضوء.
"أفنتوضأ بماء البحر" البحر الماء الكثير أو المالح فقط كما في "القاموس" (¬2)، كأنه لما سمع: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48)} (¬3)، وقوله: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً} (¬4)، حمل ذلك على ماء السماء والباقي منه ينابيع في الأرض، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
"فقال: هو الطهور" (¬5) بفتح الطاء، المصدر واسم لما يتطهر به, والآية تحتملها فهو هنا مصدر فاعله. "ماؤه" وضمير ماؤه يقتضي أنه أريد بالبحر مكانه وإلاّ لما احتيج إلى قوله: "ماؤه" فأفاد - صلى الله عليه وسلم - أنه طهور، أي: طاهر مطهر، لا يخرج عن ذلك إلاّ بما يأتي، ولم يقتصر - صلى الله عليه وسلم - في جوابه
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود رقم (83)، والترمذي رقم (69)، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي رقم (59، 332، 4350)، وابن ماجه رقم (386).
وأخرجه أحمد (2/ 237، 361، 378، 392)، وابن خزيمة في صحيحه رقم (111)، وابن حبان رقم (1243)، وابن الجارود في "المنتفى" رقم (43)، والحاكم في "المستدرك" (1/ 140)، وفي "علوم الحديث" (ص 87)، والدارقطني في "السنن" (1/ 36 رقم 13)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 3)، وابن أبي شيبة (1/ 131).
وهو حديث صحيح.
(¬2) "القاموس المحيط" (ص 441).
(¬3) سورة الفرقان الآية: 48.
(¬4) سورة النساء الآية: 43.
(¬5) انظر: "القاموس المحيط" (ص 554, 555)، و"لسان العرب" (8/ 210 - 212)، و"تهذيب اللغة" (6/ 170 - 174).

الصفحة 42