كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

2 - وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قِيلَ ياَ رَسُولَ الله إِنَّا نَسْتقِي لَكَ المَاءَ مِنَ بِئْرِ بُضَاعَةَ, وَتُلْقَى فِيهَا لُحُومُ الكِلاَبِ وَخِرَقُ المَحاَئِضِ، وَعِذَرُ النَّاسِ؟ فقَالَ: "إِنَّ المَاءَ طَهُورُ لاَ يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ". أخرجه أصحاب السنن (¬1). [صحيح]
وهذا لفظ أبي داود (¬2)، وقال: "سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بْن سَعِيدٍ قَالَ: سَأَلتُ قَيِّمَ بِئْرِ بُضاَعَةَ عَنْ عُمْقِهاَ. قال: أَكْثَرُ ماَ يَكُونُ المَاءَ فِيهاَ إِلى العاَنَةِ. قُلْتُ. فَإذَا نَقَصَ؟ قَالَ: دُونَ العَوْرَةِ. قال: أبو داود: قَدَّرْتُ أَنَا بِئْرَ بُضَاعُةَ بِردَائِى، مَدَدْتُهُ عَلَيْهاَ ثُمْ ذَرَعْتُهُ فَإذَا عُرْضُهاَ سِتَّةُ أَذْرُع؛ وَسَالتُ الَّذِي فَتَحَ لِي بَابَ البُسْتانِ, هَلْ غُيَّرَ بِنَاءُهاَ عَمَّا كانَتْ عَلَيْهِ؟ قال: لاَ وَرَأَيْتُ فيهاَ ماَء مُتَغِّيرَ اللَّوْنِ".
"قال: قيل يا رسول الله إنا نستسقي لك الماء من بئر بضاعة" (¬3) بضم الموحدة فضاد معجمة، وعين مهملة، وبضاعة أرض بني ساعدة وإليها تنسب البئر.
قوله: "وتلقى" (¬4) الواو للحال.
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود رقم (67)، والترمذي رقم (66)، والنسائي رقم (1/ 174).
وأخرجه أحمد (3/ 15، 31، 86)، والشافعي في "الأم" (1/ 23)، وفي "ترتيب المسند" (1/ 21 رقم 35)، والطيالسي رقم (2199)، وابن الجارود رقم (47)، والطحاوي في "شرح معاني الأثار" (1/ 11)، والدارقطني (1/ 29 رقم 10)، والبيهقي في "السنن" (1/ 4، 257)، والبغوي في "شرح السنة" (2/ 61)، وابن أبي شيبة في (1/ 142) , (14/ 160).
وهو حديث صحيح.
(¬2) في "السنن" بإثر الحديث رقم (67).
(¬3) قال باقوت الحموي في "معجم البلدان" (1/ 442): "بُضاعة: بالضم وقد كسرةُ بعضهم والأول أكثر، وهي دار بني ساعدة بالمدينة وبئرها معروفة".
(¬4) قال السندي في حاشيته على النسائي (1/ 174): "قيل: عادة الناس دائماً في الإسلام والجاهلية تنزيه المياه وصونها عن النجاسات فلا يتوهم أن الصحابة وهم أطهر الناس وأنزههم، كانوا يفعلون ذلك عمداً مع عزة =

الصفحة 44