كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

- ولمسلم (¬1) في أخرى: "لاَ يَغْتَسِلُ أَحَدُكُمْ في المَاءِ الدَّائْم وِهُوَ جُنُبٌ. [صحيح]
قالُوا: كَيْفَ يَفْعَلُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ يَتَنَاوَلُهُ تْنَاوُلاً".
"قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يبولن أحدكم في الماء الدائم".
فسّره بقوله: "الذي لا يجرى"؛ لأنه بعدم جريه دام في موضعه، وقيل: احتزر به عن دائم يجري بعضه (¬2).
وقال ابن الأنباري (¬3): الدائم من حروف الأضداد، يقال للساكن وللدائر، فالذي لا يجري صفة مخصصة لأحد معنيي المشترك. انتهى.
قلت: الذي في "القاموس" (¬4) دام سكن، ولم يجعله من الأضداد.
قوله: "ثم يغتسل" الرواية في "يغتسل" بسكون اللام، وفي صحيح مسلم (¬5) بضمها (¬6)، فعلى الأول أنه عطف على "يبولن" المجزوم، وعلى الثاني خبر محذوف، أي: ثم هو يغتسل، وحققناه في "سبل السلام" (¬7).
¬__________
(¬1) في صحيحه رقم (97/ 283).
(¬2) قال الحافظ في "الفتح" (1/ 347): قيل: هو تفسير للدائم وإيضاح لمعناه, وقيل احتراز به عن راكد يجري بعضه كالبرك، وقيل: احترز به عن الماء الدائم؛ لأنه جار من حيث الصورة ساكن من حيث المعنى، وبهذا لم يذكر - البخاري - هذا القيد في رواية أبي عثمان عن أبي هريرة التي تقدمت الإشارة إليها، حيث جاء فيها بلفظ: (الراكد) بدل (الدائم)، وكذا أخرجه مسلم من حديث جابر.
(¬3) ذكره الحافظ في "الفتح" (1/ 347).
(¬4) "القاموس المحيط" (ص 1432).
(¬5) في صحيحه رقم (97/ 283).
(¬6) ضبطه النووي في "شرح مسلم" بضم اللام (ثم يغتسل فيه). قال الحافظ في "الفتح" (1/ 347) وهو المشهور. انظر: "المفهم" (1/ 542)، "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج (1/ 124 - 125).
(¬7) (1/ 100 - 112) بتحقيقي.

الصفحة 49