كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

"فقال له: اصنع لنا طعاماً أدعو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خامس خمسة" يقال: خامس خمسة وخامس أربعة بمعنى، أي: أحدهم، والأجود (¬1) نصب خامس على الحال، ويجوز الرفع على تقدير حذف وهو خامس خمسة, والمراد: فصنع الطعام.
"فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خامس خمسة فأتبعهم رجل" أي: لم يدعه صاحب الطعام.
"فلما بلغ الباب" باب صاحب الطعام.
"قال - صلى الله عليه وسلم -: إن هذا اتبعنا، فإن شئت" يا صاحب الطعام.
"تأذن له، وإن شئت رجع، قال: بل آذن له يا رسول الله" في الحديث (¬2): جواز الاكتساب بصنعة الجزارة، واستعمال العبد فيما يطيق له من الصنائع، وانتفاعه بكسبه منها.
وفيه: مشروعية الضياف، وتأكيد استحبابها لمن غلبت حاجته لذلك؛ لأن في الحديث: "إني عرفت الجوع في وجهه" (¬3) وأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يجوع أحياناً.
وفيه: إجابة الإمام والشريف الكبير [دعوة] (¬4).
وفيه: أن من تطفّل كان لصاحب الدعوة الاختيار في حرمانه، فإن دخل بغير إذنه كان له حرمانه، ومن قصد التطفل لا يمنع ابتداء؛ لأن الرجل تبع النَّبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يرده لاحتمال أن تطيب نفس صاحب الدعوة بالإذن له.
قال الحافظ ابن حجر (¬5): وينبغي أن يكون هذا الحديث أصلاً في جواز التطفل.
¬__________
(¬1) ذكره الحافظ في "الفتح" (9/ 560).
(¬2) انظر: "فوائد الحديث في فتح الباري" (9/ 560).
(¬3) انظر: "فتح الباري" (9/ 583).
(¬4) كذا في "المخطوط" والذي في "الفتح": دعوة من دونهم وأكلهم طعام ذي الحرفة غير الرفيعة كالجزار.
(¬5) في "الفتح" (9/ 560).

الصفحة 643