كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

وأورد عليه قصة ضيافة أبي طلحة، حيث دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لمن معه: "قوموا".
ومثله قصة ضيافة جابر يوم الخندق، فأجاب المازردي (¬1): بأنه يحتمل أن يكون - صلى الله عليه وسلم - علم رضا أبي طلحة فلم يستأذنه، بخلاف قصة صاحب اللحام فلم يعلم رضاه فاستأذنه، وكان الذي أكله القوم [451 ب] عند أبي طلحة كان مما خرق الله فيه العادة لرسوله - صلى الله عليه وسلم -، فكان أكثر ما أكلوه من البركة التي لا صنيع لأبي طلحة فيها، فلم يفتقر إلى استئذانه.
أو لأن أبا طلحة صنع الطعام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيتصرف فيه كيف أراد، وصاحب اللحام صنعه له - صلى الله عليه وسلم - ولمن عيّنه معه من الخمسة (¬2).
قوله: "أخرجه مسلم والنسائي".

الوليمة
" الوَلِيْمَةُ" في "القاموس" (¬3): الوليمة طعام العرس، أو كل طعام صنع لدعوة وغيرها، وأولم: صنعها.
الأول: حديث أنس - رضي الله عنه -:
1 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: رَأَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - علَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟ " قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: "بَارَكَ الله لَكَ، أَوْلِمْ بِشَاةٍ". أخرجه الستة (¬4)، وتقدم في كتاب الصداق مطولاً. [صحيح]
¬__________
(¬1) في "المعلم بفوائد مسلم" (3/ 69 - 70).
(¬2) انظر: "فتح الباري" (9/ 561).
(¬3) "القاموس المحيط" (ص 1507).
(¬4) أخرجه البخاري رقم (249) وأطرافه (2293، 3781، 3937، 5073، 5148، 5153، 5155، 5167، 6082، 6386)، ومسلم رقم (1427)، وأبو داود رقم (2109)، والترمذي رقم (1094)، والنسائي (6/ 119/ 120)، ومالك (2/ 545) وهو حديث صحيح.

الصفحة 646