وقوله: "فَشَنَّهُ عَلَيْهِ" بالمهملة: أي صبه عليه, وبالمعجمة: فرّقه عليه من جميع جهاته, ورشه عليه.
قوله: "إذ جاء أعرابي" منسوب إلى الأعراب وهم سكان البوادي (¬1)، وقعت النسبة فيه إلى الجمع دون الواحد؛ لأنه جرى مجرى القبيلة, فقيل: أنه ذو الخويصرة (¬2) اليماني، وقيل: الأقرع بن حابس (¬3)، وقيل: عيينه بن حصن (¬4).
"فقام يبول في المسجد" كانت عادة أهل ذلك العصر أن يبول البائل وإن كان قريباً من الناس، إنما كانوا يبعدون في الغائط.
قوله: "مَهْ مَهْ" كلمة زجر (¬5) ويقال أيضاً: به بالموحدة, وتستعمل مفردة ومكررة، وزجروه مبادرة لإنكار المنكر عند اعتقادهم أنه منكر.
وقوله - صلى الله عليه وسلم - "لا تزرموه" بضم المثناة الفوقية وسكون الزاي، وكسر الراء بعدها ميم مضمومة، فسّره "المصنف" بـ: لا تقطعوا عليه بوله.
قال العلماء (¬6): لتركه يبول معانٍ:
أحدها: إرادة الرفق به.
الثاني: أنه لا يؤمن أن يلوث ثيابه.
الثالث: إذا قطع عليه بوله ربما أذاه وأحصره.
¬__________
(¬1) قاله الحافظ في "الفتح" (1/ 323).
(¬2) ذكره الحافظ في "الفتح" (1/ 323).
(¬3) قاله التاريخي: ونقل عن أبي الحسين أنه عيينة بن الحصين، "فتح الباري" (1/ 324).
(¬4) انظر: "التعليقة المتقدمة".
(¬5) "النهاية في غريب الحديث" (2/ 692)، "الفائق" للزمخشري (3/ 359).
(¬6) ذكره النووي في "شرحه لصحيح مسلم" (3/ 191).