كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

"فكل ما أمسكن عليك"، وهو ظاهر أنه إذا لم يذكر اسم الله عند إرساله. فلا يأكل منه وهو كما قال تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} (¬1).
قوله: "إلا أن يأكل الكلب" من الصيد.
"فلا تأكل" قد عارضه حديث أبو داود (¬2) بإسناد حسن عن أبي ثعلبة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "كل وإن أكل الكلب منه".
واختلف [205 ب] العلماء فيه، فقال الشافعي (¬3) في أصح قوليه: أنه إذا أكل منه فهو حرام عملاً. بحديث (¬4) عدي بن حاتم، وهو قول كثر العلماء (¬5)، وبه قال ابن عباس وأكثر التابعين، وقال مالك (¬6): يحل وهو قول ضعيف للشافعي (¬7)، واحتج بحديث أبي ثعلبة (¬8)، وحمل النهي في حديث عدي على التنزيه. جمعاً بين الحديثين، ورجح الآخرون حديث عدي، وهو في الصحيحين (¬9).
¬__________
(¬1) سورة الأنعام الآية: 121.
(¬2) في "السنن" رقم (2852) إسنادة ضعيف، رجالة ثقات غير داود بن عمرو، وهو ممن اختلف فيه.
قال الحافظ: صدوق سيئ الحفظ، وقد حكى الذهبي في "الميزان" أقوال أئمة الجرح والتعديل، ثم ذكر أنه انفرد بحديثين، هذا أحدهما.
وقال: وهذا حديث منكر ضعيف وهو كما قال، والله أعلم.
(¬3) "المجموع شرح المهذب" (9/ 118 - 121) "روضة الطالبين" (3/ 247).
(¬4) أخرجه أحمد (4/ 279)، والبخاري رقم (5483)، ومسلم رقم (3/ 1929).
(¬5) انظر: "المغني" (13/ 282).
(¬6) "عيون المجالس" (2/ 966).
(¬7) انظر: "البيان للعمراني" (4/ 538).
(¬8) تقدم تخريجه وهو حديث منكر.
(¬9) البخاري رقم (5483)، ومسلم رقم (3/ 1929) وقد تقدم.

الصفحة 7