كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

حديث (أبي ثعلبة) (¬1)، بالمثلثة وعين مهملة. (الخشني)، بضم الخاء المعجمة، وفتح الشين المعجمة بعدها نون، منسوب إلى خشن، بضم الخاء، بطن من قضاعة، وفي اسم أبي ثعلبة واسم أبيه خلاف.
قوله: "قال: قلت: يا رسول الله! إنا بأرض قوم أهل كتاب"، كأنهم من النصارى أو اليهود.
"أفنأكل في آنيتهم، وبأرض صيد أصيد بكلبي المعلم، وبقوسي، وبكلبي الذي ليس بمعلم فما يصلح لي؟ "، هذه أربعة سؤالات أجابه - صلى الله عليه وسلم - عنها.
"فقال: أما ما ذكرت من آنية أهل الكتاب" أي: من الآنية.
"فإن وجدتم غيرها فلا تأكلوا فيها"؛ لأنه لا حاجة لكم إليها.
"فإن لم تجدوا غيرها فاغسلوها" لجواز أنه كان فيها ما يحرم عليكم من الخمر والخنزير، لا لأجل نجاسة رطوبة أهل الكتاب، وقيل: بل لنجاستها، وطولنا البحث في حواشي ضوء النهار (¬2).
قوله: "وما [206 ب] صدت بقوسك وذكرت اسم الله عليه"، أي: عند إرسال السهم (فكل) سواء أصابه بعرضه أو بغيره.
قوله: "وما صدت بكلبك المعلم، وذكرت اسم الله عليه" أي: عند إرساله، كما هو ظاهر حديث عدي (¬3).
"فكل" فقد حصل فيه الشرطان كونه معلماً، وكونه ذكر اسم الله عند إرساله، وظاهره: وإن أكل منه، لكن قد قيّده حديث عدي.
¬__________
(¬1) انظر: "التقريب" (2/ 404 رقم 3).
(¬2) (1/ 157, 253).
(¬3) وهو حديث صحيح وقد تقدم.

الصفحة 9