كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 7)

وفيه معارضة للأحاديث المتقدمة، فاستدل به الهادوية (¬1) وجماعة من الصحابة (¬2) على عدم تطهر الدباغ للجلود، وأجيب عن هذا الحديث بأجوبة.
الأول: أنه حديث مضطرب (¬3) في سنده, فإنه روي تارة عن كتاب النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن مشائخ جهينة تارة، وعن قُرّاء [238 ب] كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - تارة.
ومضطرب أيضاً في متنه فروي من غير تقييد، وهي رواية الأكثر ورُوِيَ مقيداً بشهر أو شهرين (¬4) أو أربعين (¬5) يوماً، أو ثلاثة أيام.
ثم إنه أُعلِّ بالإرسال، فإنَّه لم يسمعه عبد الله بن عكيم عنه - صلى الله عليه وسلم -.
وبالإنقطاع فإنه لم يسمعه عبد الرحمن بن أبي ليلى من ابن عكيم، وبذلك ترك أحمد ابن حنبل القول به آخراً، وقد كان يذهب إليه أولاً، كما قاله عنه الترمذي (¬6).
وثانياً: بأنه لا يقوى على نسخ أحاديث (¬7) التطهير بالدباغ؛ لأنها أقوى وأصح، فإنه أخرج مسلم من طرق متعددة، في معناه عدة أحاديث عن جماعة من الصحابة، قد ذكرناها في "سبل السلام" (¬8)؟
¬__________
(¬1) انظر: "البحر الزخار" (1/ 27 - 28).
(¬2) انظر: "التمهيد" (9/ 52)، "فتح الباري" (9/ 659).
(¬3) انظر: "إرواء الغليل" (1/ 76 - 79 رقم 38)، وقد رد الألباني على جميع العلل المدعاه على هذا الحديث.
(¬4) تقدم تخريجه.
(¬5) أشار إليه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 14) إلى رواية الأربعين بقوله: وقد قيل في هذا الحديث من وجه آخر: "قبل وفاته بأربعين يوماً".
(¬6) في "السنن" (4/ 222).
(¬7) انظر: "المعرفة" للبيهقي (1/ 248)، "التمهيد" (9/ 52)، "فتح الباري" (9/ 659 - 660).
(¬8) (1/ 139 - 144) بتحقيقي.

الصفحة 97